logo-img
السیاسات و الشروط
( 13 سنة ) - العراق
منذ 7 أشهر

الصراع بين الإيمان والذنوب

سلام عليكم.. انتم اهل دين افضل مني اريد نصيحه منكم، انا احاول ان اكون مؤمنه واحاول ولكن اقع و اشعر اني منافقه لان انصح ناس بأن يتوبوا بعدين انا اذنب وارجع اتوب واذنب وهكذا... وبسب هذا شي حالتي نفسيه مو زينه جدا تعبت محتاجه نصيحتكم و مادري اني انسانه ملتزمه لو لا، تعبت جدا اريد نصيحتكم..


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلا وسهلا بكم في تطبيق المجيب ابنتي المباركة، نذكر مجموعة من النقاط مهمة في هذا الموضوع: أولاً: إن الذنوب أمر معقول صدوره من الإنسان، فليس المؤمن هو من لا يذنب، بل المؤمن هو الذي يسوءه الذنب، ولا يصرّ عليه، وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى‏ ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ} (آل عمران: ١٣٦-١٣٧). فمجرد صدور الذنب لا يخرج الإنسان من الإيمان، وقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن» (الكافي، الكليني، ج٣، ص٢٦٨). ثانياً: وهذه النقطة في قبال النقطة الأولى، وهي في غاية الخطورة، فإن النفس الإنسانية إذا فعلت شيء تعتاد عليه، وإعتيادها على المعاصي يوجب سلب الإيمان تدريجياً، بحيث يصل الإنسان إلى مستوى التكذيب بآيات الله تعالى، قال تعالى: {ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى‏ أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ} (الروم: ١٠) وهذا يدل على أن اعتياد الذنوب يؤدي إلى سوء العاقبة والعياذ بالله. ثالثاً: إن نتيجة النقطتين المتقدمتين توجب على الإنسان أن لا ييأس من روح الله تعالى إذا وقع في إرتكاب الذنوب، ولو تكرر ذلك منه، وأن لا يتساهل مع الذنوب ولو حصل مرّة واحدة، فلابد من حسن الظن بالله تعالى، ومجاهدة النفس للتخلص من المعاصي، وهذا هو الإيمان الحقيقي الذي يتساوى فيه الخوف مع الرجاء في قلب المؤمن. رابعاً: ذكر الله تعالى، واللجوء إليه، والاعتصام به بصدق وإخلاص نية ولجوء حقيقي، كما تلجأ إليه عندما تصيبك مصيبة دنيوية، وتتضرع إليه بأن يعينك على ترك المعصية التي تفسد عليك مصيرك الأخروي وتسلب من قلبك نور الإيمان، فإنه تعالى سيهديك إن شاء الله، قال تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} (آل عمران: ١٠١). نسأل اللّٰه تعالى أن يأخذ بأيديكم إلى ما فيه الخير والصلاح والتوفيق بالنبي وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين).

1