logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ 7 أشهر

محاسبة الوالدين على تقصيرهم في التربية

سلام عليكم هل يجوز للوالدين القاء اللوم على غيرهم في تربية اطفالهم وهل الله سبحانه وتعالى سيحاسب الوالدين هم على تقصيرهم في تربية أولادهم حتى وان القو اللوم على غيرهم ام سيراعيهم لأن هناك من يفسد تربية اطفالهم وهم لا يستطيعون تربية اطفالهم لأن هناك من يفسد تربيتهم؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب ولدي العزيز، وفقك الله وجعلك من أتباع أهل البيت (عليهم السلام). إن تربية الأبناء على القيم الدينية والأخلاقية هي مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الوالدين، ولا يمكن إلقاء اللوم على الآخرين بشكل كامل في حال حدوث تقصير في تربية الأطفال، وفي الإسلام، يُحث الوالدان على بذل جهد كبير لحماية أبنائهم من أي تأثيرات سلبية قد تفسد تربيتهم، سواء كانت من البيئة المحيطة أو من أشخاص آخرين. والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ﴾ (التحريم: ٦)، وهذا يوضح بجلاء أن الوالدين مسؤولان عن حماية أنفسهم وأبنائهم من كل ما قد يؤدي بهم إلى الهلاك أو الضياع، وإذا كانت هناك عوامل خارجية تؤثر على تربية الأطفال، فإن ذلك لا يعفي الوالدين من سعيهم المستمر لحماية أبنائهم من هذه المؤثرات، عن طريق الإشراف عليهم وتعليمهم القيم الدينية وأهمية البيئة الصحية التي ينشأون فيها. وأما اللوم على الآخرين قد يكون جزءًا من الواقع الذي قد يؤثر في تربية الأطفال، ولكن هذا لا يعني أن الوالدين يمكنهم إلقاء كامل اللوم على من حولهم. كما أن تربية الأطفال تتطلب جهدًا كبيرًا في الإشراف عليهم وتوجيههم وتقديم النصائح والمبادئ الأخلاقية والدينية التي تساعدهم على بناء شخصية قوية ومستقرة وأما بالنسبة لمسألة الحساب، فإن الله سبحانه وتعالى لا يحمّل أي شخص ما لا يطيق، وهو أرحم الراحمين، ويعلم بحال كل فرد، وإذا بذل الوالدان جهدهما في تربية أبنائهم، ولكن واجهوا صعوبات خارجة عن إرادتهم، فإن الله سبحانه وتعالى يرحمهم ويعلم بقلوبهم، وأما إذا كان هناك تقصير في بذل الجهد لحماية الأبناء، فإن الوالدين سيحاسبون على ذلك. لذلك، من المهم أن يبذل الوالدان جهدًا مستمرًا في تعليم أبنائهم، وفي اتخاذ الخطوات اللازمة لحمايتهم من أي تأثيرات سلبية قد تضر بتربيتهم، مع التوجه إلى الله بالدعاء والتوفيق في تربية أولادهم. أسأل الله أن يوفقكم ويعينكم على تربية أبنائكم تربية صالحة، وأن يجعلهم من المؤمنين المخلصين الذين يكونون قرة عين لكِ في الدنيا والآخرة، وأن يأخذ بأيديكم لكل خير في حياتكم، ويبارك لكم في عملكم وجهدكم. ودمتم في رعاية الله وحفظه.