logo-img
السیاسات و الشروط
شخصٌ ما ( 16 سنة ) - السعودية
منذ 6 أشهر

حقوق الوالدين في رسالة الحقوق

السلام عليكم في المدرسة أستاذ العلوم تكلم معانا عن عقوق الوالدين وقال أن بعض طلاب عاقين لوالديهم وهم لا يعلمون، مثلًا: التقدم على الوالد في المشي أو أنه لازم الوالدين هم من يبدؤوا بالأكل في صحن الطعام أو يجب تقبيل رأسهما أو تجنب النظر لعينَيْهما أثناء الحديث معهم أو إذا ذهبت لحسينية ثم أتى أبي أقوم أقف له لئِن هو يجلس س١/هل يعتبر كلام الأستاذ من عقوق الوالدين(علما أن هو قال أنه ما سبق ذكره موجود في رسالة الحقوق)؟ س٢/ما هي حقوق الآباء على الأبناء الموجودة في رسالة الحقوق بالتفصيل؟ أتمنى جواب واضح


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم ولدي العزيز ، ينبغي مراعاة جانب حق الوالدين بصورة دقيقة جداً، فقد ورد في القرآن الكريم: {وَقَضى‏ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً}، (سورة الاسراء: ٢٣). وكذلك ملاحظة عرف المنطقة في احترام الأب والأم والجد، … ففي بعض الاعراف مخالفة ما ذكر في سؤالكم، يُعد عيباً وعدم احترام وتجرأ، لذلك ينبغي الاهتمام البالغ في ذلك الجانب؛ لأنّه سر التوفيق والنجاح في الدارين. وننقل بعض ما ورد في كتاب (رسالة الحقوق)، للإمام زين العابدين (عليه السلام) الصفحة (٥٤٥ - ٥٥٦). حق الأم: قوله (عليه السلام): «فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً وأطعمك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، وأنها وقتك بسمعها وبصرها، ويدها ورجلها، وشعرها وبشرها. وجميع جوارحها، مستبشرة فرحة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها، حتى دفعتها عنك يد القدرة، وأخرجتك إلى الأرض، فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمى وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء، ونفسها لك وقاء تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك. فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه» وصدق رسول الله (صلى اللّٰه عليه وآله) قد جاءه رجل كان في الطواف حاملاً أمه يطوف بها فسأله هل أديت حقها؟ فأجابه: «لا، ولا بزفرة واحدة ». هكذا.. ولا بزفرة واحدة.. في حمل أو في وضع، وهي تحمله وهنا على وهن وجاءه رجل آخر قائلاً: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال ثم من؟ قال: «أبوك». وعنه (صلى اللّٰه عليه وآله): «يوصيكم الله بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب». وعنه (صلى اللّٰه عليه وآله): «الجنة تحت أقدام الأمهات». كان رجل من النساك يقبل كل يوم قدم أمه، فأبطأ يوماً على إخوته، فسألوه فقال: كنت أتمرغ في رياض الجنة، فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات. وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «إن موسى ابن عمران قال: يا رب أوصني قال: أوصيك بي. قال: يا رب أوصني. قال: أوصيك بي ثلاثاً. قال: يا رب أوصني. قال: أوصيك بأمك. قال: يا رب أوصني. قال: أوصيك بأمك. قال: يا رب أوصني. قال: أوصيك بأبيك». وفي رواية أخرى: «إن الله قال له: يا موسى ألا إن رضاها رضاي وسخطها سخطي». فكان يقال: لأجل ذلك أن للأم ثلثا البر وللأب الثلث. وفي ضياء الشهاب (للقطب الراوندي): إن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) قال: «دعاء الوالدة أسرع إجابة من الوالد». قيل: لم يا رسول الله. قال: «لأنها أرحم من الأب، ودعاء الرحيم لا يرد». وقول الإمام زين العابدين (عليه السلام): «وحق أبيك أن تعلم أنه أصلك، وأنه لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، فأحمد الله واشكره على قدر ذلك. ولا قوة إلا بالله». والأحاديث في ذلك متوفرة، فعن رسول الله (صلى اللّٰه عليه وآله): «رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد». وعنه (صلى اللّٰه عليه وآله): «إن الوالد باب من أبواب الجنة فاحفظ ذلك الباب». وعنه (صلى اللّٰه عليه وآله): «من حج عن والده بعد وفاته كتب الله لوالده حجة وكتب له براءة من النار». وعن إبراهيم بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن أبي قد كبر جداً وضعف فنحن نحمله إذا أراد حاجة. فقال (عليه السلام): «إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل، ولقمه بيدك فإنه جنة لك غداً». وقال سليمان الملك: «إن العين المستهزئة بأبيها، والمتحقرة طاعة أمها تقورها غربان الوادي، وتأكلها فراخ النسر». وعن موسى (عليه السلام): «أكرم أباك لكي تطول أيامك على الأرض». وعن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله): «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم». ودمتم موفقين.