وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، وفقكم الله لأن يرزقكم الله الزوجة الصالحة التي تكون عوناً على أمر دينك ودنياك وآخرتك.
يا مؤمن، الزواج علاقة مقدسة وشريفة، وهي باب الستر ومصنع انتاج الذرية الصالحة. وتحصيل الزوجة الصالحة ليس بالأمر الهين والسهل، كما أنه يحتاج ذلك إلى توفيقٍ من الله تعالى، ورزقٍ منه سبحانه. وكذا الحال بالنسبة للمرأة، فإنه من الصعب أيضاً عليها أن تحصل زوجاً صالحاً، وبمثل ما ترغب من المواصفات الجيدة.
هذا، ومما يقع به البعض من الناس هو أنّ الوالدين أو أحدهما يخالفه فيما يريد، فقد لا يقبل بما يريده الولد، وقد لا يقبل الولد بما يريده الأبوين، وهذه حقاً من المواقف الحرجة والصعبة في التوفيق بين الإرادتين، وهنا بعض النصائح لعلها تنفع في شأنكم، وهي:
١- بما أنّ ساحة الأبوين مقدسة، والمولى المتعال قد شرفها، وحرم تعدّيها وعصيانها، فهنا ينبغي التوجه بكل القلب صوب حضرة العلي الأعلى، ويطلب منه العلاج والحل وتسهيل الأمور وما وقعتم فيه من ضائقه.
٢- عليكم بمناقشة الأب بصورة جيدة ومؤدبة وحسنة، ولا تخرجكم عن الدين والشرع، وتحاولوا فهم فكرته وسبب رفضه للقبول بما تريدون من أجل أن تكونوا على بصيرةٍ في أمركم.
٣- حاولوا أن تقنعوا الأم لتكون هي العون على مساعدتكم في عرض الأمر على الأب، ولتكون هي ممن يعين على طلب ما تريدون.
٤- لابدّ لكم من مراجعة النفس، وتحكيم العقل، حتى تدركوا إلى أيِّ مدى يمكن أن يكون هذا الشخص نافعاً لكم. أعني تبحثوا حقاً وحقيقةً عن مقدار حبهم لكم، وعن الصفات الإيجابية، وكذا الصفات السلبية، وأيها أرجح وأكثر وأهم، وليكن تقييمكم لهم تقييماً حقيقياً دون الركض خلف العاطفة.
٥- توسلوا بأهل البيت (عليهم السلام) وبالسيدة أم البنين (عليها السلام) في قضاء حاجتكم، وقدموا النذورات في ذلك.
٦- عاودوا الطلب من الأب واستعطافه مراتٍ ومرات، وتحاولوا معرفة السبب فلعل السبب كبير لا يستطيع أن يذكره لكم، حتى تكونوا على اطمئنان.
والحمد لله وحده