علي احمد حسن - البحرين
منذ 4 سنوات

 مقومات شخصية الانسان

ماهو الرد على من ينكر وجود الأشياء والفطره والأنا وإستحالة المعرفه لله سبحانه وتعالى؟


الأخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- ان من ينكر وجود الأشياء جوابه بسيط جدا فهو يمكن أن تسجّر له ناراً وتأمره بأن يمد يده إليها فان فعل وتألم وسحب يده عن النار فقل له ان هذه النار ليست شيئاً بحسب ما تقول ولا يجوز لك أن تتألم من أمر هو لا شيء ولا حقيقة له عندك لأن اللاشيء لا أثر له ولا تأثير, بل وحتى هذا الألم هو لا قيمة له لأنه لا شيء, لأنّك لا تقر بوجود شيء أصلاً, فلا يحق لك ادعاء التأثير أو التأثر من شيء. فان أقرّ بأن لهذه الأشياء وجود وأثر وأنه متأثر حقيقة بها فقد عاد عن غيّه واستعاد عقله ووعيه وإلاّ فان كابر وعاند فاعرض عليه ان يضرب نفسه بقوة بسكين حادة على رأسه يهشم بها دماغه, لأنها لا شيء ولا قيمة لها ولا أثر ولا تأثير بحسب قوله فعند ذاك يستريح وتستريح منه. 2- أمّا الفطرة فقد أثبت العلماء, وبالخصوص علماء النفس ان هناك أربعة أبعاد روحية موجودة في النفس هي المنشأ والمبدأ للعلوم والمعارف وهي غريزة حب الاستطلاع والاستكشاف التي هي المنشأ للاختراعات والابتكارات العلمية, وغريزة حب الجمال التي هي المبدأ للفنون والابداعات الجمالية, وغريزة حب العدل التي هي المبدأ للقوانين والنظم الاجتماعية, وغريزة الشعور الديني التي هي المبدأ في البحث عن الموجد والخالق لهذا الكون. فهذه الغريزة التي فطر الله الناس عليها في البحث عن الخالق والموجد لا تتخلف في الاتجاه إلى الاعتقاد بأنه لابدّ لهذا الكون من خالق وإن هذا الخالق لابدّ أن يكون عالماً قادراً وإلاّ فان فاقد الشيء لا يعطيه. ولا بأس أن نذكر هنا هذه القصة المروية عن الإمام الصادق (عليه السلام) بأنه سأله رجل وقال له: يابن رسول الله دلني على الله ما هو, فقد أكثر عليَّ المجادلون وحيّروني, فقال له الإمام (عليه السلام): يا رجل هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم, قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ فقال: نعم. قال: فهل تعلق قلبك هنالك ان شيئاً من الأشياء قادراً ان يخلصك من ورطتك؟ قال: نعم. قال الإمام الصادق (عليه السلام): فذلك الشيء هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي وعلى الاغاثة حيث لا مغيث. ومن خلال ما تقدم تبين لكم ان معرفة (الأنا) أي معرفة الإنسان لوجود ذاته أمر بديهي لا يمكن للمرء أن يشك فيه وإلاّ يجري عليه ما جرى على صاحب الفرض الأول المنكر لوجود الأشياء مطلقاً من الطلب إليه بان لا يتأثر بأي شيء يُعرض عليه من نار حارة أو سكين حارة. لأن هذه ليست أشياءاً ونفسه ووجوده ليس بثابت أيضاً. وكذلك تبين لنا انّه لا يستحيل معرفة الخالق سبحانه بعد حث الفطرة أو الغريزة في البحث عن الخالق أو الموجد وهي لا تتعدى الاسس أو القواعد التي يؤمن بها كل عاقل ونعني بها بأنه لابد لكل سبب من مسبب ولكل مخلوق من خالق, ولا وجود للعبث والصدفة في قاموس الناس والعقلاء ولا تجد أحداً من الناس في معاملاته التجارية وعمله يعتمد على الصدفة والعبث في الوصول إلى غاياته العملية. فكذلك لا يعتمد العقلاء على هذا المنطق في الوصول إلى معرفة خالق الكون.. فالوجود مدين لموجد. وهذا الموجد يفرض العقل علينا أن يكون قادراً عالماً لما نراه من اتقان الصنعة والقدرة في الموجودات. ودمتم في رعاية الله