السلام عليكم احس بشعور عدم راحة بداخلي و احس بتقصير اتجاه رب العالمين و ضايعة و محتارة بحياتي تفكيري مشوش و بالي و كَلبي ما مرتاحات شعور العار ما جاي يفارقني احس بأستنقاص اتجاه نفسي و تجي فترات أتمنى اموت حتى اخلص من هلشعور بس بنفس اللحظة احس انو انا ما مستعدة أواجه رب العالمين بسبب أعمالي و ذنوبي اريد ارتاح شنو اسوي طبعاً انا من دخلت للجامعة صرت هيج احس اتجاه نفسي يمكن بسبب الناس الخطأ الي تعرفت عليهم هلشي هواي اثر علي اكو أعمال أو دعاء أو شي اسوي حتى اتقرب الرب العالمين اكثر و اكفر عن ذنوبي و ارتاح بحياتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي العزيزة، رزقكم الله إيماناً راسخاً وقلباً كبيراً ونفساً طاهرة.
يا نور عين أبويها، الإنسان مهما بلغ يُعدّ مذنباً أمام مولاه الحق، وكلٌّ له ذنبه بحسبه هو. وشعوركم بالذنب بالتقصير بين يدي المولى أمر جميل، ولكن لا أن يصل إلى حال اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، حتى بعد ذلك ينقلب على عقبيه ويترك أصل الدين، وهذا أمراً سلبياً لا يمكن المصير اليه، وينبغي الحذر منه.
يا مؤمنة، المولى يحب جميع خلقه، ويكون له حب خاص للمذنب عند توبته ورجوعه إليه، حتى أنه سبحانه يعامل من يتوب ويرجع إليه، كأنه لا ذنب له، وكأنه حبيب له من سنين، ولذلك ينبغي طرد الشيطان من النفس الذي يريد أن يوقعكم في اليأس من رحمته، من خلال إشعاركم بأن الله غاضب عليكم، حتى يوصلكم إلى مرحلة أنه يستحيل أن يغفر لكم الله ويعفو عنكم، ولذلك نوصيكم بالحذر من شعور أن الله غاضب عليكم، نعم يغضب المولى عند تعدي العبد الحدود والحرمات، ولكن مع التوبة لا غضب.
نعم، العبد الطيب النفس، والذي هذب نفسه، تكون نفسه رقيقة يبين بها أثر المعصية والخطأ وتعدي الحدود بسرعة، ولذلك يجد العبد قلبه متألماً حال وقوع الذنب منه، حتى تضيق به نفسه.
وعليه، يا مؤمنة، هذا الدين متين وكبير، وينبغي الدخول فيه برفقٍ، ومحاولة الاستفادة من نوع العبادة لا بكثرتها، مثل التدبر في القران لا أن يكون الهم بقراءة الكثير من الآيات والسور، يحاول أن يجد أثر العبادة وروحانيتها في نفسه.
كما أنه لا محذور فيما لو كان الدعاء لمصالح الدنيا، لأن ذلك مقتضى حال وفقر العبد أمام مولاه الحق، ويدعوا بكل ما أهمه من هموم النبأ والآخرة.
وما ينفعكم في ترتيب الحال هو معرفة العقيدة الصحيحة والعمل بها، وجعل كل ما تريدوه وتطلبوه وتقومون به له سبحانه وحده لا لغيره، حتى لو كان مادياً يرجع إلى نفس العبد.
يا بهجة قلب أبيها، لعل السبب في هذا الشعور هو الجفاء الذي حصل منكم تجاه نفسكم وتجاه المولى الحق، فالنفس تحتاج إلى رياضة روحية وغذاء من الطاعات والعبادات، من مثل الإلتزام بالصلاة في وقتها، والالتزام بالأدعية وما شابه ذلك، وكثرة الاستغفار والتوبة، والحذر من المعاصي والذنوب، وخصوصاً من النظر إلى الأجانب من الرجال ومن الحديث معهم، ومن المفاكهة لهم وما شابه ذلك، وجميع ألوان التعديات الشرعية تزيد من ظلمة النفس، وظلمة القلب وما شابه ذلك، حتى تكدر عليها الروحانية والنورانية والأنس.
وعليه يا مؤمنة، هناك بعض النصائح النافعة لكم، وهي:
١- الصلاة في وقتها، وينبغي تحصيل الروحية منها.
٢-التوسل بأهل البيت عليهم السلام، والجميل صناعة علاقة معهم، ومناجاتهم في كل حال، وخصوصاً لو كانت المناجاة في حال الخلوة.
٣- قراءة القران وإهداء ثواب القراءة لإمام الزمان عليه السلام.
٤- قراءة المناجاة الخمسة عشر، والمناجاة الشعبانية، وخصوصاً في حال حضور القلب له مفعول عجيب.
٥- التقيد بالحدود الشرعية، والنظر إلى أحكامكم في كل ما يتعلق بشأنكم في الجامعة.
٦- اتخاذ القدوة التي تنتهجون أثرها من المعصومين عليهم السلام أو الأولياء الصالحين، أو الشخصيات الأخرى المؤمنة التي لها جهاد للنفس ووجود كبير من حيثية النورانية والطهارة الروحية.
والحمد لله وحده.