سلام عليكم
عندي طفل لجوج ومعاند وانا عصبية افقد اعصابي وابدأ بالصراخ عليه يوميا ثم اندم . عندما اقوم بفعل بعض المستحبات يقولون لي لاتقبل منكي وانت تصرخين عله ابنك واحاول امسك اعصابي ثم افقدها من جديد وابدأ بالصراخ لا اراديا اشعر بغضب عارم في داخلي عندما يعاندني وهو طفل متعلق جدا ويكسر الاشياء ولا احد يساعدني في تربيته . حاولت كثيرا اردد لاحول ولاقوة الا بالله واتبع نصائح الائمة عند الغضب ولكن دون فائدة . ماحكمي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابنتي الكريمة، أولًا، نسأل الله لك التوفيق والصبر في تربية طفلك، فالتعامل مع الأطفال قد يكون تحديًا، خاصة إذا كان الطفل لجوجًا أو معاندًا.
وأشكرك على حرصك الكبير على تربية طفلك بشكل جيد، وعلى اهتمامك بمعالجة تصرفاتك وأسلوبك في التعامل معه، فإن تربية الأطفال تتطلب جهدًا وصبرًا، خصوصًا عندما نواجه تحديات مثل الغضب أو التصرفات الخارجة عن السيطرة، وعليه نقول:
١. التعامل مع الغضب:
الغضب من الطبائع البشرية التي يمكن للإنسان أن يواجهها، ولكن أهل البيت (عليهم السلام) يعلموننا كيفية التعامل معها، ففي حالة غضبك على طفلك، لا شك أنك تحاولين التحكم في مشاعرك، ولكن أحيانًا يصعب ذلك بسبب الضغوط النفسية والعصبية، لذا:
أولاً: التحكم في الغضب:
ينصح الأئمة (عليهم السلام) بضبط النفس في مواقف الغضب، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إن الله تعالى رفيق يحب الرفق، فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم ومضادتهم لهواهم وقلوبهم، ومن رفقه بهم أنه يدعهم على الأمر يريد إزالتهم عنه رفقًا بهم، لكيلا تلقى عليهم عرى الإيمان ومثاقلته جملة واحدة فيضعفوا، فإذا أراد ذلك نسخ الأمر بالآخر فصار منسوخًا» (بحار الأنوار، ج٧٢، ص٥٦).
لذلك، من المهم محاولة تقليل المواقف المستفزة، مثل أخذ نفس عميق أو الابتعاد عن الموقف للحظات كي تستعيدي هدوءك.
وثانياً: الندم والتوبة:
إذا كنت تصرخين ثم تشعرين بالندم، فهذا يدل على محاسبتك لنفسك، ومن المهم أن تتوبي إلى الله، وتطلبين المغفرة على تلك اللحظات، لأن الله غفور رحيم. يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ (البقرة: ٢٢٢).
٢. الحكم الشرعي:
يجوز ضرب الطفل في حالات محددة جدًا، بشرط أن يكون الضرب خفيفًا، ولا يؤدي إلى الأذى الجسدي أو النفسي.
وحتى في هذه الحالات، لا يجب أن يتجاوز ثلاث ضربات خفيفة وبإذن الأب أو الجد للأب، أما إذا تسبب الضرب بأذى جسدي كاحمرار الجلد، فيجب دفع دية له، وهذا مما يدل على حرص الإسلام على التعامل بحذر في موضوع التأديب، ويجب أن يتم ذلك بحذر شديد. والأفضل دائمًا هو استخدام أساليب تربوية أخرى، مثل الحوار الهادئ والتوجيه بلطف.
وبالنسبة للصراخ، فلا يتطلب ذلك كفارة محددة ولكن عليك الاستمرار في التوبة والاستغفار.
٣. الاستعانة بالله والصبر:
من الأمور المهمة التي يمكن أن تساعدك هي الاستعانة بالله بالدعاء والتوسل.
استمري في قول “لا حول ولا قوة إلا بالله”، فهو من الأذكار التي تريح القلب، وتساعد على تقليل التوتر، ومع الوقت ستشعرين بتغيرات إيجابية، كما يمكنك القيام ببعض الأدعية التي وردت عن الأئمة (عليهم السلام) في أوقات الغضب، والالتزام بالواجبات خصوصاً الصلاة والابتعاد عن المحرمات.
٣. الاستمرار في المحاولة:
تربية الأطفال ليست بالأمر السهل وتحتاج إلى محاولات متكررة لضبط التصرفات، وتكرار المحاولة مع تقوية الإيمان بالله والنية الصافية سيساعدك على تحسين وضعك تدريجيًا.
٤. الحوار والتربية الإيجابية:
حاولي اللجوء إلى الحوار مع طفلك، فالصراخ قد لا يؤدي إلى النتائج المرجوة، بل قد يزيد من التوتر. الطفل بحاجة إلى بيئة هادئة ومستقرة ليستجيب بشكل إيجابي.
أسأل الله أن يخفف عنك الضغوط، ويجعلك من الصابرات الشاكرات، وأن يعينك على تربية أبنائك بما يرضيه سبحانه وتعالى.
ودمت في رعاية الله وحفظه.