يزيد(لعنه الله) ليس بخليفة ولا إمام واجب الطاعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد , هناك بعض الروايات التي يدّعي بعض اهل السنة بأنها مناقب ليزيد بن معاوية , منها : (1) أخرج البخاري عن خالد بن معدان : أن عمير بن الأسود العنسي حدثه : أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام , قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا , فقالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله) أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم , فقلت : أنا فيهم ؟ قال : لا . البخاري مع الفتح ( 6/120 ) . (2) وأخرج البخاري أيضاً , عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوته التي توفي فيها , ويزيد بن معاوية عليهم ـ أي أميرهم ـ بأرض الروم . البخاري مع الفتح ( 3/73 ) . (3) يروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب ـ المعروف بابن الحنفية ـ دخل يوما على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت , فقال له يزيد , وكان له مكرماً : يا أبا القاسم , إن كنت رأيت مني خلقاً تنكره نَزَعت عنه وأتيت الذي تشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلا أن أنهاك عنه وأخبرك بالحق لله فيه , لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه , وما رأيت منك إلا خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري ( 5/17 ) . (4) قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه , أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه ـ أي أن يأتي ابن عباس ـ فأتاه في منزله , فرحب به ابن عباس وحدثه , فلما خرج , قال ابن عباس : إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس . البداية والنهاية ( 8/228 ـ 229 ) وتاريخ دمشق ( 65/403 ـ 404 ) . فما رأيكم في هذه الأحاديث؟
الأخ الموالي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مقام الجواب ننبهك إلى عدة نقاط :
1- إن استشهاد الشيعة بمصادر السنة ليس من باب القول بحجيتها , وإنما من باب الالزام (الزموهم بما الزموا به أنفسهم ) , والشيعة وعلى مرّ العصور لم تعتبر صحاح ومسانيد أهل السنة حجة عليهم , لأنها قد ورد القدح في طرقها وفي مؤلفيها , فهي غير سليمة من ناحية الأسانيد , لذلك لا تكون حجة , وإنما يبحث فيها الشيعة من باب الالزام , فاذا استدلّ أهل السنة بحديث أو أحاديث من صحاحهم أو مسانيدهم , حاول علماء الشيعة في نقضه بالاعتماد على نفس مصادرهم في الجرح والتعديل , ليكون ألزم في الحجة , فلو فرضنا أن حديثاً ما عندهم لم نتمكن من إبطاله على مصادرهم , فهو لا يكون حجة علينا .
2- إن الأيادي الأثيمة التي حرّفت التاريخ وكانت مستأجرة من قبل السلطان , أدّت إلى أن لا يصل التاريخ والحوادث المهمة فيه بصورة نقية , فأكثر التاريخ الذي رواه أهل السنة متهم , لا يمكن الاعتماد عليه , يحتاج إلى بحث عميق وملاحظة سائر القرائن للتثبت من الأحداث .
3- بالنسبة إلى الحديث الأول والثاني: نشاهد بوضوح بأنه ليس من المتسالم عليه في كتب القوم أن يزيد قاد أول جيش غزا مدينة قيصر , حيث ذكر ابن خلدون في تاريخه ( 3/9 ط دار احياء التراث العربي ) : (( بعث معاوية سنة خمسين جيشاً كثيفاً إلى بلاد الروم مع سفيان بن عوف , وندب يزيد ابنه , فتثاقل فتركه , ثم بلغ الناس أن الغزاة أصابهم جوع ومرض , وبلغ معاوية أن يزيد أنشد في ذلك :