( 19 سنة ) - العراق
منذ 5 أشهر

الموت والقدر المحتوم

هل الموت قدر محتوم ام يغيره الدعاء؟ يعني أن أدعو لشخص أن لا يموت.


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، الأجل يقسم إلى: ١- الأجل المحتوم: وهو العمر الطبيعي الذي تتوفر له كل الشروط الموضوعية للامتداد، سواءٌ من الجانب الصحي أو الأمني أو غير ذلك. ٢- الأجل المخروم: وهو العمر الذي يقف بالإنسان عند حدود الطوارىء، كمرضٍ عضالٍ يعرض له، أو رصاصةٍ تصيبه أو حشرةٍ تلدغه، أو حيوانٍ يفترسه، أو زلزالٍ يصرعه، أو فيضانٍ يغرقه، أو نارٍ تحرقه، أو ضربةٍ تقتله ونحو ذلك، فينخرم أجله بعد أن كان قابلاً للامتداد في ذاته. وبهذا نعرف أنَّ هذا التقسيم للأجل لا يعني أن للإنسان أجلين في علم الله، لأن ذلك غير معقول، إذ ينتهي إلى نسبة الجهل إلى الله أو التغيير في إرادته التكوينية، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، بل يعني أن أجل الإنسان يخضع لعاملين: أحدهما: ذاتي، وهو الغاية التي يبلغها الجسد في إمكانيات البقاء من خلال الأجهزة الطبيعية المودعة فيه. وثانيهما: طارىء، وهو الأسباب التي تعطل بعض هذه الأجهزة في منتصف الطريق فلا يتمكن معها من الاستمرار في البقاء، ولكن الله يعرف واقع الأشياء قبل أن يخلقها، فإنه يعلم ماذا يحدث لها بعد أن تخلق، ولهذا كان الأجل المسمى عنده هو الحالة التي يكون عليها الإنسان عند موته، سواء كانت ذاتية أو طارئة. فالمستفاد من الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) والمتصدِّية لبيان معنى قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ﴾(١). منها: ما رواه العيَّاشي عن حمران قال: سألتُ أبا عبد الله عن قولِه تعالى: ﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ﴾. قال: فقال: «هما أجلان: أجلٌ موقوف يصنعُ الله ما يشاء وأجلٌ محتوم» وفي رواية: «أمَّا الأجل الذي غير مسمَّى عنده فهو أجلٌ موقوف يُقدِّم فيه ما يشاءُ ويؤخِّرُ فيه ما يشاءُ، وأجلٌ محتوم»(٢). ومنها: ما ورد في تفسير العيَّاشي أيضاً عن حمران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألتُه عن قول الله تعالى: ﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ﴾ قال (عليه السلام): «المُسمَّى ما سُمِّي لملَك الموت في تلك الليلة، وهو الذي قال الله ﴿إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾(٣)، وهو الذي سُمِّي لملك الموت في ليلة القدر والآخر له فيه المشيئة، إنْ شاءَ قدَّمه وإنْ شاءَ أخَّره»(٤). ودمتم موفقين. __________________________________ (١) سورة الأنعام / 2. (٢) تفسير العياشي -محمد بن مسعود العياشي- ج1 / ص355، الفصول المهمة -الحر العاملي- ج1 / ص268. (٣) سورة يونس / 49. (٤) تفسير العياشي -محمد بن مسعود العياشي- ج1 / ص354.