السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
فإننا نجيب على سؤالكم هذا بما يلي:
أوّلاً: إنّ تسمية إنسان ولده باسم شخص لا تكشف عن محبته لذلك الشخص، إلّا إذا ثبت بالتصريح منه أنّ السبب في تسميته له باسمه، هو حبه له، ولا شيء غير ذلك، أو أن يخبرنا بذلك علام الغيوب، والمطلع على الأسرار والسرائر، وعلى خفيات الضمائر.
ثانياً: إنّه قد يكون السبب في التسمية باسمٍ ما، هو استلطاف ذلك الإسم، وإن لم يكن يعرف من يفعل ذلك، أن أحداً قد سُمِّي به أصلاً، والأسباب والدوافع تختلف باختلاف الأشخاص وحالاتهم، وما يفكرون به، وما يعرض لهم.
ثالثاً: إنّ هذه الأسماء ليست حكراً على هؤلاء الأشخاص، فقد ذكر لنا التاريخ المكتوب أسماء كثيرين من الصحابة كانت لهم هذه الأسماء، وقد كان فيهم من يحبهم الإمام علي (عليه السلام)، ويهتم بهم.
مثل: عمر بن أبي سلمة ربيب الرسول (صلى الله عليه وآله)، وقد شهد مع الإمام علي (عليه السلام)، حرب الجمل واستعمله (عليه السلام) على البحرين، وعلى فارس، وكان من الذين يثق فيهم الإمام علي (عليه السلام)، ويحبهم، بل ما أكثر اسم عمر فيما بين الصحابة، وكذلك الحال بالنسبة لغيره من الأسماء.
رابعاً: قد ورد أنّ الإمام علي (عليه السلام)، قد قال عن سبب تسميته ولده باسم عثمان: إنّما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون.
وأما اسم أبي بكر، فلم يسم الإمام علي (عليه السلام)، ولده بهذا الاسم، بل كانت هذه كنية لمحمد الأصغر.
وليس ثمة ما يدل على أنّ الإمام علياً (عليه السلام)، هو الذي كناه بها.
أمّا التسمية بعمر فلعلها كانت لأجل عمر بن أبي سلمة أو غيره، حسبما أشرنا إليه.
خامساً: وأخيراً، فإنّ كثيراً من النساء اللواتي يرزقن أولاداً يرغبن في تسمية أبنائهن باسم بعض من يعز عليهن، كالأب، أو الأخ، أو الجد، أو ما إلى ذلك، فلعل تسمية بعض أولاده (عليه السلام)، قد جاءت استجابة لرغبة كهذه.
وعلى كل حال، فإنّ على من يدّعي سبباً بعينه أن يأتي بالنص المثبت لما يدّعيه.