سامي مراد - الكويت
منذ 4 سنوات

 كيفيته؟

في سورة المائدة هناك آية للوضوء وهي: (( يا أيها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم الى الكعبين )) . فارجوا ان توضحوا لي لماذا يكون وضوء الشيعة الى الأصابع وليس الى المرافق كما في الآية؟


الاخ سامي مراد المحترم . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . قال تعالى: (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم )) (المائدة:6)، والأيدي جمع يد، هي العضو الخاص الذي به القبض والبسط والبطش وغير ذلك، وهو : ما بين المنكب وأطراف الأصابع، وبما أن المعظم من مقاصد اليد تحصل بما دون المرفق إلى أطراف الأصابع، سمّي هذا المقطع باليد أيضاً، فصار اللفظ بذلك مشتركاً كالمشترك بين الكل والأبعاض، وهذا الإشتراك هو الموجب لذكر القرينة المعينة إذا أريد به أحد المعاني، ولذلك قيّد تعالى قوله: (( وأيديكم )) بقوله: (( إلى المرافق )) ليتعيّن أن المراد غسل اليد التي تنتهي إلى المرافق.فتبين أن قوله تعالى : (( إلى المرافق )) قيد لقوله (( أيديكم )) ، فيكون الغسل المتعلق بها مطلقاً غير مقيد بالغاية: يمكن أن يبدأ فيه من المرفق إلى أطراف الأصابع وهو الذي يأتي به الإنسان طبعاً إذا غسل يده في غير حال الوضوء من سائر الأحوال، أو يبدأ من أطراف الأصابع ويختم بالمرفق، لكن الأخبار الواردة من طريق أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تفتي بالنحو الأول دون الثاني.وبعبارة أسهل نقول : 1- إن لفظ الأيدي في الآية الشريفة مشترك بين كونه مابين المنكب وأطراف الأصابع، أو ما بين المرفق وأطراف الأصابع. 2- هذا الإشتراك يحتاج إلى قرينة تعيّنه. 3- قوله تعالى: (( إلى المرافق )) قرينة على تعيين المراد من اليد، فقوله تعالى: (( إلى المرافق )) قيدٌ لقوله تعالى: (( وأيديكم )) ، لا قيداً لقوله تعالى: (( فاغسلوا )) ، ولا معنى لكونه قيداً لهما جميعاً. 4- وبعد هذا، فان الآية غير ناظرة إلى أن الغسل من أين يبدأ فيه، فحينئذ يرجع فيه إلى السنة. 5- إن الأمّة أجمعت على صحة وضوء من بدأ في الغسل بالمرافق وانتهى إلى أطراف الأصابع، وهذا يؤيّد مدّعانا من الاستفادة من الآية القرآنية. ودمتم في رعاية الله

2