السلام عليكم
أبي متزوج اثنتين . انا كانت علاقتي مع زوجة أبي جميلة كانت طيبه معي وحنونه صحيح ليست حنونه علي مثل ابنائها لاكن يضل هناك حنان وحترام وتقدير فلذالك انا أبر امي وزوجة ابي وأحاول قدر المستطاع أبر أمي أكثر شيء. في يوم من الايام كلمتتي أختي شخصياً للذهاب الى البحر بدون امي وأخوتي من أمي وأنا خجلت أن أردهم فقبلت الدعوة وعند عودتي للمنزل غضبت علي أمي لماذا تذهب وأخوتي منها. مذا أفعل هل اقطع علاقتي مع زوجة أبي تعبت من الضغط أمي نهتني عن الخروج معهم وليس قطع الرحم وشالت في خاطرها+أمي الزوجة الثانية
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابني الكريم، بارك الله فيكِ على حرصك من بر والدتك وحسن التعامل مع زوجة أبيك، وهذا من الخصال الحميدة التي يشجع عليها أهل البيت -عليهم السلام- ومن المهم أن تدركي أن بر الوالدين واجب شرعي، ويجب عليكِ مراعاة مشاعر والدتك وتجنب ما يُغضبها، وفي الوقت نفسه، لا ينبغي قطع العلاقة مع زوجة أبيك، لأنها تُعتبر من الأرحام، وإحسانك إليها يدخل في باب حسن المعاملة الذي أمر به الإسلام.
وإذا كانت والدتك قد نهتك عن الخروج مع زوجة أبيك وأخواتك منها، فيجب عليكِ اتباع أمرها في هذا الشأن إذا كان تأذّي والدتك نابعًا من شفقة وحبها لك. فالامتناع من أي تصرف يسبب لها الضيق هو جزء من بر الوالدين والإحسان إليهما.
وأما إذا كان تأذيها ناتجًا عن خصال غير مشروعة، كعدم حب الخير لك، فلا يجب عليكِ التسليم إلى رغباتها في هذا الجانب، ولا تجب طاعتها. وفي الوقت نفسه، حاولي توضيح موقفك لزوجة أبيك وأخواتك بلطف، حتى لا يشعرن بالإهمال أو الجفاء، ويمكنكِ شرح أن والدتك لها مشاعر حساسة تجاه هذه الأمور، ويجب عليكِ مراعاة ذلك من باب البر والإحسان.
كما يمكنكِ التحدث مع والدتك بلطف واحترام، وتوضيح أنكِ لم تقصدي الإساءة إليها، وأنكِ تحاولين التوفيق بين علاقتك بزوجة أبيك وحرصك على رضاها.
ووليك فتوى المرجعية العليا في النجف الأشرف حيث قال: {الواجب على الأبناء تجاه أبويه أمران:
الأوّل: الإحسان إليهما، بالإنفاق عليهما إن كانا محتاجين، وتأمين حوائجهما المعيشيّة، وتلبية طلباتهما فيما يرجع إلى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول حسبما تقتضيه الفطرة السليمة، ويعدُّ تركها تنكّراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعةً وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوّة والضعف.
الثاني: مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الإساءة إليهما قولاً أو فعلاً، وإن كانا ظالمين له، وفي النص: (وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل غفر الله لكما). هذا فيما يرجع إلى شؤونهما.
وأمّا فيما يرجع إلى شؤون الولد نفسه؛ ممّا يترتّب عليه تأذّي أحد أبويه فهو على قسمين:
١ـ أن يكون تأذّيه ناشئاً من شفقته على ولده، فيحرم التصرّف المؤدّي إليه، سواء نهاه عنه أم لا.
٢ـ أن يكون تأذّيه ناشئاً من اتّصافه ببعض الخصال الذميمة كعدم حبّه الخير لولده دنيويّاً كان أم اُخرويّاً.
ولا أثر لتأذّي الوالدين إذا كان من هذا القبييل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع. وبذلك يظهر أنّ إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصيّة غير واجبة في حدّ ذاتها}
ولا تنسي، يا ابنتي، أن تلجئي إلى الله في الأمور كلهم، فالدعاء سلاح المؤمن. اجعلي علاقتكِ بوالدتك وزوجة أبيك في دعائك دائمًا، واسألي الله أن يلين القلوب، ويجعل التفاهم والود بينكم، كما أن الالتزام بالواجبات والامتناع من المحرمات وقراءة القرآن بنية طلب الهداية والتوفيق في التعامل مع الآخرين من الأمور المباركة التي تعود بالخير على الأسرة جميعها.
ويمكنكِ أيضًا أن تذكري لوالدتكِ الأحاديث الشريفة حول صلة الأرحام، وأن تذكري لها قصة الإمام العباس وأم البنين -عليهما السلام- لعلها تتعظ.
وحاولي ترتيب وقتكِ للقاء الجميع بحيث لا تشعر والدتك بالإهمال ولا زوجة أبيك بالجفاء، مثل تخصيص أيام محددة تقضينها مع كل طرف، مع الحرص على جعل والدتك دائمًا تشعر أنكِ الأقرب إليها.
الخلاصة: التوفيق بين بر والدتك وعدم قطع العلاقة مع زوجة أبيك ممكن بالتفاهم والاحترام، وحافظي على علاقتك الطيبة مع الجميع، وتجنبي المواقف التي تُثير الغضب أو الحساسية بين أفراد الأسرة.
أسأل الله أن يوفقكِ لبر والدتك وصلة رحمك، وأن يلهمك الحكمة والرفق في التعامل مع أفراد أسرتك.
ودمتم في رعاية الله، وحفظه.