logo-img
السیاسات و الشروط
علاء ( 49 سنة ) - العراق
منذ 11 شهر

متى حرم لحم الخنزير في الاسلام وفي باقي الديانات

متى حرم لحم الخنزير عند الاسللم وعند باقي الديانات وما سبب الحرمة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولاً: في كتاب الكتاب المقدس تحت المجهر لعودة مهاوش الأردني ص 128قال: لقد وافقنا اليهود إلى يومنا هذا على حرمة أكل لحم الخنزير، فهم يتجنبونه ويعتبرونه نجسا، وعندهم تقريبا نفس الأحكام التي عندنا نحن أتباع الشريعة المحمدية الحقة، إلا أن النصارى هم الذين قالوا بحلية أكله، والاستفادة من كافة أجزائه . ولكن ماذا قال الكتاب المقدس حول لحم الخنزير ؟ إن من الواضح الصريح أن الكتاب المقدس قد حرم الخنزيز واعتبره نجسا، هذا ما يتجلى لنا من خلال النص التالي : " إلا هذه فلا تأكلوها ... المزید والخنزير لأنه يشق ظلفا ويقسمه ظلفين لكنه لا يجتر . فهو نجس لكم . من لحمها لا تأكلوا وجثتها لا تلمسوا . إنها نجسة لكم " . (لاويين11 :1-8) . وجاء أيضا في سفر التثنية : " لا تأكل رجسا ما . هذه في البهائم التي تأكلونها... والخنزير لأنه يشق الظلف لكنه لا يجتر فهو نجس لكم . فمن لحمها لا تأكلوا وجثتها لا تلمسوا " . (تثنية14 :3-8) . والملاحظ أن هذه النصوص واردة في العهد القديم، وعلى رغم أن " مرقس " يصرح بأن قطيعا من الخنازير قد أبيد عن آخره في زمن السيد المسيح (عليه السلام) وعلى يديه . إلا أن ما يجعلنا نقول بحرمة الخنزير حتى للنصارى هو القول الذي أوردناه في مقدمة هذا الفصل من أن المسيح (عليه السلام) صرح بأنه لم يأت ليغير الشرائع السابقة بل ليطبقها عمليا، فما الذي يجعل الخنزير محللا عند النصارى ؟ ! وعلاوة على ذلك فقد اعترف عدد كبير من أرباب النصرانية أن االخنزير مضر ومحرم إلا أن المصالح الاقتصادية تحتم الاستفادة منه ! يقول الدكتور ى . ا . وايدمر في مقالته " الخنزير، الإنسان، والمرض " : " الخنزير، وعلى رغم كونه واحدا من الأغذية المتعارفة، إلا أنه من أكثرها ضررا، ولم يحرم الله على العبرانيين أكل لحم الخنزير فقط ليثبت سلطته، بل لأنه ليس عنصرا غذائيا مناسبا للانسان " وهذا اعتراف صارخ من هذا الكتابي بأن الخنزير ليس فقط محرم دينيا، بل أنه أيضا ممنوع لما فيه من ضرر ومساوئ على الإنسان . ثانياً: نعم الكاثوليك ايضا يقولون بالتثبيت . سبب تحريم لحم الخنزير لا شك أن الله عَزَّ و جَلَّ لم يخلق شيئاً إلا لحكمة و كذلك لم يحرم شيئاً إلا لحكمة و مصلحة، و هذا ما أشارت اليه الروايات و الاحاديث: قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام : "اعْلَمْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يُبِحْ أَكْلًا وَ لَا شُرْباً إِلَّا لِمَا فِيهِ الْمَنْفَعَةُ وَ الصَّلَاحُ وَ لَمْ يُحَرِّمْ إِلَّا مَا فِيهِ الضَّرَرُ وَ التَّلَفُ وَ الْفَسَادُ فَكُلُّ نَافِعٍ مُقَوٍّ لِلْجِسْمِ فِيهِ قُوَّةٌ لِلْبَدَنِ فَحَلَالٌ وَ كُلُّ مُضِرٍّ يَذْهَبُ بِالْقُوَّةِ أَوْ قَاتِلٍ فَحَرَامٌ مِثْلَ السُّمُومِ وَ الْمَيْتَةِ وَ الدَّمِ وَ لَحْمِ‏ الْخِنْزِير ... " ١. و عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ٢ عليه السلام: أَخْبِرْنِي جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ حَرَّمَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ‏ الْخِنْزِيرِ؟ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يُحَرِّمْ ذَلِكَ عَلَى عِبَادِهِ وَ أَحَلَّ لَهُمْ سِوَاهُ مِنْ رَغْبَةٍ مِنْهُ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ وَ لَا زُهْداً فِيمَا أَحَلَّ لَهُمْ، وَ لَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ وَ عَلِمَ مَا يَقُومُ بِهِ أَبْدَانُهُمْ وَ مَا يُصْلِحُهُمْ فَأَحَلَّهُ لَهُمْ وَ أَبَاحَهُ تَفَضُّلًا مِنْهُ عَلَيْهِمْ بِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِمَصْلَحَتِهِمْ، وَ عَلِمَ عَزَّ وَ جَلَّ مَا يَضُرُّهُمْ فَنَهَاهُمْ عَنْهُ وَ حَرَّمَهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ أَبَاحَهُ لِلْمُضْطَرِّ وَ أَحَلَّهُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي لَا يَقُومُ بَدَنُهُ إِلَّا بِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَنَالَ مِنْهُ بِقَدْرِ الْبُلْغَةِ لَا غَيْرُ ذَلِكَ ... وَ أَمَّا لَحْمُ‏ الْخِنْزِيرِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَسَخَ قَوْماً فِي صُوَرٍ شَتَّى شِبْهِ الْخِنْزِيرِ وَ الدُّبِّ وَ الْقِرْدِ وَ مَا كَانَ مِنَ الْأَمْسَاخِ ثُمَّ نَهَى عَنْ أَكْلِهَا وَ أَكْلِ شِبْهِهَا لِكَيْ لَا يُنْتَفَعَ بِهَا وَ لَا يُسْتَخَفَّ بِعُقُوبَتِهِ ... " ٣. هذا و لقد أثبت العلم الحديث إثباتا قاطعا أن أكل لحم الخنزير يتسبب في إصابة الإنسان بأمراض كثيرة ذلك لأن الأمراض التي تصيب الخنـزير تبلغ 450 مرضاً، منها 57 مرضاً طفيلياً تنتقل منه إلى الإنسان بعضها خطير و قاتل. و الخنزير ــ حسب ما توصل اليه العلماء ــ هو المخزن و المصدر الرئيسي لكثير من الأمراض و الأوبئة كتليف الكبد، و تصلب الشرايين، و ضعف الذاكرة، و العقم ، وإلتهاب المفاصل، و السرطانات المختلفة, و غيرها مما اكتشفها الخبراء حتى الآن. ثم إن الخنزير حيوان تجتمع فيه الصفات السبعية و البهيمية، يأكل القمامات و الفضلات و النجاسات بشراهة و نهم، و هو أيضاً مفترس يأكل الجرذ و الفئران و غيرها كما يأكل الجيف حتى جيف أقرانه. قال الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام : " ... وَ حَرَّمَ الْخِنْزِيرَ لِأَنَّهُ مُشَوَّهٌ جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِظَةً لِلْخَلْقِ وَ عِبْرَةً وَ تَخْوِيفاً وَ دَلِيلًا عَلَى مَا مَسَخَ عَلَى خِلْقَتِهِ ٤، وَ لِأَنَّ غِذَاءَهُ أَقْذَرُ الْأَقْذَارِ مَعَ عِلَلٍ كَثِيرَةٍ " ٥. ودمتم في رعاية الله وحفظه. --------------------------------------------------- ١. فقه الرضا: 254 ، و الكتاب مجموعة فقهية منسوبة للإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام، الطبعة الأولى، سنة 1406 هجرية، مشهد / ايران. ٢. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام). ٣. المحاسن: 2 / 334 ، لأحمد بن محمد بن خالد البرقي، المتوفى سنة: 274 أو 280 هجرية، الطبعة الثانية، دار الكتب الإسلامية، قم/إيران، سنة 1371 هجرية. ٤. المَسْخ: قَلْبُ الشيء و تحويل صورته إلى ما هو أقبح منها. و المُسُوخ: على وزن دُروس و بُخور ، جمع المَمْسوخ. و لقد مسخ الله عَزَّ و جَلَّ جماعة من البشر إلى حيوانات و حشرات مختلفة، غير أن الممسوخين لم يبقوا أكثر من ثلاثة أيام ثم ماتوا و لم يتوالدوا، و الحيوانات التي تُعدُّ اليوم من الممسوخات إنما سُمّيت مُسوُخاً استعارةً ، لكونها على صور أولئك الممسوخين، و لهذه الحيوانات أحكام خاصة في الشريعة الإسلامية. و لقد صرّح القرآن الكريم في عدد من الآيات بأن الله عَزَّ و جَلَّ قد غضِب على جماعة من الناس فمسخهم إلى قردة و خنازير. ٥. عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 94، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق، المولود سنة : 305 هجرية بقم، و المتوفى سنة: 381 هجرية، الطبعة الأولى، سنة: 1420 هجرية، طهران/ايران.