logo-img
السیاسات و الشروط
زينب ( 22 سنة ) - العراق
منذ 8 أشهر

آراء المسلمين حول المصلح المنتظر

هل اتفق المسلمون على وجود المصلح؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، إن فكرة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ثابتة في جميع الأديان. وقد دلت الأدلة العقلية والنقلية على فكرة المنقذ العالمي (الإمام المهدي) على النحو التالي: الدليل العقلي/ بأن العقل يجزم ويحكم بالعدل لله سبحانه وتعالى، وكما أنّ من العدل الالهي الجزاء والمقاصة يوم القيامة بين الظالم والمظلوم، فإن اظهار حق المظلوم ونصرته في هذه الدنيا وعقاب الظالم في هذه الدنيا أو يؤجله إلى الآخرة على ما فعله، إنما هو من مصاديق العدل الالهي الذي يقرّ به العقل، وإن كان في نطاق ضيّق، وذلك في الرجعة لمن محّض الايمان ومحّض الكفر. أضف الى ذلك، فإن العقل يحكم بقبح أن يترك الله أمته سدى بدون قيّم وإمام، والإمام المهدي ( أرواحنا له الفداء) وإن كان غائباً عنّا، إلا أنه يرعى الحق وأهله من وراء حجاب، وتكون فائدته ونفعه لنا كفائدة ونفع الشمس إذا غيبتها السحاب، كما روي عن الامام الصادق (عليه السلام). الدليل النقلي/ أولاًَ:-المهدي في كتاب الله والروايات: ١- قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}. (سورة الأنبياء، الآية: ٥) قال الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى في تفسير الآية: {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} قال أبو جعفر (عليه السلام): «هم أصحاب المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان». ويدل على ذلك ما رواه الخاص والعام عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً صالحاً من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما قد ملئت ظلماً وجوراً» (تفسير مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ٧/ ١٢٠). ٢- قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (سورة التوبة، الآية: ٣٣). وروى الشيخ الصدوق: عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله (عزَّ وجلَّ): {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} فقال: «والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم (عليه السلام) فإذا خرج القائم (عليه السلام) لم يبقَ كافر بالله العظيم، ولا مشرك بالإمام إلا كره خروجه حتى لو كان هناك كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله». (كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق: ٦٧٠ ح١٦، تفسير فرات الكوفي: ٤٨١ – ٤٨٢ ح٣). ٣- قوله تعالى: {وَعَدَ الله الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} (سورة النور، الآية: ٥٥). روى فرات الكوفي: عن السدي، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} إلى آخر الآية، قال: نزلت في آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). (تفسير فرات الكوفي: ٢٨٨ – ٢٨٩ ح٣ وح٦).هذه بعض الأمثلة وهناك الكثير من الآيات لا يسعها المقام لذكرها. ثانياً: بعض الأحاديث التي انتقيناها من بعض كتب السنة على فكرة وجود الإمام المهدي: ١- (أخذ (صلى الله عليه وآله) بيد علي فقال : «يخرج من صلب هذا فتى يملأ الارض قسطاً وعدلاً، فاذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فإنه يقبل من قبل المشرق وهو صاحب راية المهدي»). (الفتاوى الحديثية : 27 لأحمد شهاب الدين بن حجر الهيتمي). ٢- عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة، أنا وحمزة وعلي وجعفر بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي». (ذخائر العقبى للطبري: 15). ٣- قال (صلى اللّٰه عليه وآله): «من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمّد ومن أنكر خروج الدجّال كفر» (فرائد السمطين للشافعي). ٤- قال (صلى الله عليه وآله): «يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي: تقدّم فصلّ بالناس. فيقول عيسى: إنما اقيمت الصلاة لك فيصلي خلف رجل من ولدي». (الصواعق المحرقة: 98). ٥- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «المهدي منّي اجلى الجبهة اقنى الأنف يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ويملك سبع سنين». (مسند أبي داود : 4 / 152). ٦- عن أبي سعيد الخدري: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الارض نباتها، ويعطى المال صحاحاً, وتكثر الماشية وتعظم الامة، ويعيش سبعاً أو ثمانياً» يعني حججاً. (المستدرك على الصحيحين : 4 / 557). ثالثاً: فكرة الإمام المهدي في الأديان الأخرى، حيث نذكر بعض النــــصوص الواضحة: ١- قد ورد في الفقرة (٢٠) من الفصل (١٧) من سفر التكوين وفيه: "لقد سمعت دعاءك بخصوص إسماعيل. ها أنا أباركه وأثمره وأجعله كبيراً (أو عظيماً) بما ماد واثني عشر إماماً يكونون من نسله، وسيكون أمة عظيمة" (كتاب بشائر الأسفار بمحمد وآله الأطهار، ص٥٥). هذا النص التوراتي جاء استجابةً من الله تعالى لدعاء السيدة هاجر زوجة إبراهيم الخليل لابنها إسماعيل، بعدما عزم إبراهيم (عليه السلام) أن يأخذها وابنها إلى مكة المكرمة بيت الله العتيق، الذي لا زرع فيه ولا ماء. والنص واضح على ما فيه من الرموز، فقد جاء في الحديث الشريف عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة» ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلتُ لأبي: ما قال؟ فقال: «كلهم من قريش» (صحيح مسلم ج٦/ ٤ الناس تبع لقريش والخلافة في قريش). ٢- جاء في المزمور (٧٢) من مزامير داوود (عليه السلام) ما نصه: "اللهم أعط شريعتك للملك، وعدلك لابن الملك، ليحكم بين شعبك بالعدل، ولعبادك المساكين بالحق. فلتحمل الجبال والآكام السلام للشعب في ظل العدل. ليحكم لمساكين الشعب بالحق، ويخلص البائسين ويسحق الظالم. يخشونك ما دامت الشمس وما أنار القمر على مر الأجيال والعصور. سيكون كالمطر يهطل على العشب وكالغيث الوارف الذي يروي العطشى. يشرق في أيامه الأبرار ويعمُّ الســـلام إلى يوم يختفي القـــمر من الوجود، ويملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلـــى أقاصي الأرض" (كتاب بشائر الأسفار، ص ١٣٠). في بداية هذا النص يدعو النبي داوود (عليه السلام) ربه بإعطاء شريعته للملك. وهذا الدعاء لابد وأن يكون بخصوص الشريعة الخاتمة التي تجمع كافة الأديان السماوية تحت ظلها وتهيمن عليها، كما بيّنت ذلك الفقرات اللاحقة من النص. فهذه الشريعة هي التي ستحكم جميع الأمم والشعوب، لذلك عُبر عن مالكها بـ (الملك). وجملة (وعدلك لابن الملك) إشارة إلى المخلّص الموعود الذي يحكم بشريعة أبيه التي ستعم العالم، ويملك الأرض من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض. فهذه الفقرة جاءت لتؤكد أن المخلّص الموعود الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، هو ابن صاحب الدين الخاتم الذي تُهيمن شريعته على كافة العالم، وهو النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وابنه المهدي (عليه السلام) كما جاء في الحديث الشريف. فقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام) قال: «قلتُ: يا رسول الله! أمنّا ـ آل محمد ـ المهدي أم من غيرنا؟ فقال: لا، بل منّا. يختم الله به الدين كما فتح، بنا يُنقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك، وبنا يُؤلف الله بين قلوبهم، وبنا يُصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم» (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ص٩١). جعلنا الله وإياكم من انصاره واعوانه ومن المستشهدين بين يديه. ودمتم موفقين.