فهم هداية الله وضلاله في الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الاية الكريمة (فأن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ...) سؤالي : من هم الذين يهديهم والذين يضلهم ؟ ثم، لماذا ؟ سبب سؤالي هو : رأيت فتاة منذ طفولتها تحب الدين وملتزمة به وتحاول خدمة الاسلام علما ان اخواتها بعكسها فلماذا هداها الله ولم يهدي اخواتها ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي، ج١٧، ص(١٩): وقوله: ﴿فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء﴾ تعليل للانكار السابق في قوله: ﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً﴾ أي الكافر الذي شأنه ذلك والمؤمن الذي بخلافه لا يستويان لأن الله يضل أحدهما بمشيته وهو الكافر الذي يرى السيئة حسنة ويهدي الآخر بمشيته وهو المؤمن الذي يعمل الصالحات ويرى السيئة سيئة. وهذا الاضلال إضلال على سبيل المجازاة وليس إضلالاً ابتدائياً فلا ضير في انتسابه إلى الله سبحانه. وبالجملة اختلاف الكافر والمؤمن في عاقبتهما بحسب الوعد الإلهي بالعذاب والرحمة لاختلافهما بالاضلال والهداية الإلهيين واختلافهما بالاضلال والهداية باختلافهما في رؤية السيئة حسنة وعدمها. وأما البعض ملتزم ويحب خدمة الدين بخلاف اخوانه، فهذا يرجع الى عدة عوامل، منها: ١. الهداية من الله: كما ذكرت الآية، الهداية والضلال بيد الله، لكن هذا لا يعني أن الله يجبر أحدًا على طريق دون آخر، وإنما الهداية مرتبطة بمن يسعى لها، والضلال نتيجة إعراض العبد عن الحق. ٢. الاختيارات الشخصية: الله منح الإنسان الإرادة والقدرة على الاختيار، فالشخص الملتزم ربما سعى للهداية والتزم بأوامر الله، بينما غير الملتزم قد يكون انشغل بالدنيا أو لم يتدبر الحق. ٣. الابتلاء والاختبار: الله يبتلي عباده بطرق مختلفة. فالشخص الملتزم قد يكون اجتهد في الثبات على دينه رغم الابتلاءات، بينما غير الملتزم قد يكون تأثر بمغريات الدنيا أو ضعف أمامها. وفي النهاية، واجبنا أن ندعو الجميع إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن ندعو الله سبحانه وتعالى لأن يهدي كل من ابتعد عن طريقه. ودمتم في رعاية الله وحفظه.