السؤال الأول: إذا كان مشهور الفقهاء هو إنتساب ولد الزنى لأبيه فما معنى القول بأن (الولد للفراش وللعاهر الحجر)؟
السؤال الثانى: بناء على ما سبق ومن الناحيه الشرعيه الصرفه لماذا يعتبر إلحاق معاويه بن أبى سفيان لزياد بن أبيه إلى أبى سفيان؟
الاخ أبا محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يلحق ولد الزنا بالزاني حتى لو كان الزاني واحداً.ـــ ففي (شرائع الاسلام ج4 ص841) قال: (وأما ولد الزنا: فلا نسب له ولا يرثه الزاني, ولا التي ولدته ولا أحد من انسابهما ولا يرثهم هو) .
- وفي (اللمعة وشرحها ج8 ص212): (ولد الزنا يرثه ولده وزوجته لا أبواه ولا من يتقرب بهما لا نتفائه عنهما شرعاً فلا يرثانه ولا يرثهما).
- وقال الشيخ الطوسي في (المبسوط ج5 ص211): (اذا أتت المرأة بولدين من زنا فان نسبهما ثابت من جهة الام وغير ثابت من جهة الأب لقوله (عليه السلام): (الولد للفراش وللعاهر الحجر) والإرث يجري بين الولدين وبين الام ولا يجري بينهما وبين الاب ويتوارثان بأخوة الام ولا يتوارثان بأخوة الاب وخالف من خالف في المسألة الاولى , هذا على قول من أجرى ولد الزنا مجرى ولد الملاعنة من أصحابنا , فأما على الصحيح الذي ذكرناه في النهاية وانه لا يثبت نسبهما فانه بينهما وبين الام ولا بينهما انفسهما بحال). أما معنى (الولد للفراش): هو ان المرأة المتزوجة اذا جاءت بولد واشتبه حاله من جهة اتهامها بالزنا أو قد تحقق منها الزنا فعلاً فان الولد يلحق بزوجها إذا كان زوجها حاضراً عندها بحيث يمكنه وطأها أو قد وطأها في ذلك الزمان الذي قد علق به الولد. أما ما فعله معاوية: فانه خرج عن حكم الله بأن ادعى أن زياداً لأبي سفيان في حين أن زياد لا بد أن يلحق بزوج أم زياد الذي هو عبيد ثقيف، وقد كتب الحسين (عليه السلام) كتاباً الى معاوية يعيره بنسبه زياد الى أبي سفيان حيث قال: (أو لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف, فزعمت انه ابن أبيك, وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الولد للفراش وللعاهر الحجر) فتركت سنة رسول الله تعمداً وتبعت هواك بغير هدى من الله ثم سلطته على العراقيين يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم ويسمل أعينهم ويصلبهم على جذوع النخل كأنك لست من هذه الامة وليسوا منك).
ودمتم في رعاية الله