كيف تعيش البنت في هذه الدنيا المخيفة وكيف تحافظ على نفسها
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدنيا تخوف!! واني بنية واخاف على نفسي ، لان حاليا دا اشوف كل الخلق صارت وحوش ، حتى اهلي اخاف منهم ، علموني شلون اعيش بيها ، لان عقلي نضج واني بديت اعرف كلشي وصرت اخاف ، فدوه علموني شلون اعيش بالدنيا قبل لا اضيع والوحوش تاكلني لان اهلي ما مهتمين الي ولا فارغين يعلموني ، أملي بيكم أنقذوني
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
إبنتي الكريمة، أسأل الله تعالى أن يملأ قلبك بالسكينة والطمأنينة، وأن يثبتك على الحق ويهديك إلى ما فيه الخير في الدنيا والآخرة. أعلم أن مشاعر القلق والخوف التي تراودك جزء من اختبار الحياة، ولكن تذكري أن الله سبحانه وتعالى هو ملجأ كل من ضاقت به السبل، وهو أرحم بك من نفسك، فلا تنسي أن تجددي في كل لحظة توكلك عليه وتدعيه.
وإن السكينة والطمأنينة تأتي من التعلق بالله وذكره، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28). فكلما شعرت بالقلق أو الخوف، اسجدي لله واطلبي منه التوفيق والسداد، فبذكر الله تهدأ النفس وتطمئن.
والحياة مليئة بالتحديات، ولكنها ليست نهاية الطريق، بل هي محطة اختبار وتعلم، وتذكري قوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح: 6). لا تظني أن ما تمرين به سيستمر إلى الأبد، فالله تعالى يرسل اليسر بعد العسر، والظلام يعقبه الفجر.
وأما عن مخاوفك من الناس، فتذكري أن رضاهم ليس مقياسًا لسلامة قلبك، إذا كان الله راضيًا عنك، فإن هذا هو المعيار الحقيقي للطمأنينة، وفي حال شعرت بعدم الفهم أو الدعم من المحيطين بك، تذكري أن الله تعالى قد وهبك نور العلم والمعرفة، فابحثي دائمًا عن العلم الصحيح واطلبيه من أهله لتجدين الطريق الأمثل لتحقيق السعادة في حياتك.
وفيما يخص علاقتك بوالديك، فلا تفرطي في برهما مهما كانت الظروف. بر الوالدين هو سر البركة في الحياة، قال الله تعالى: {وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا} (الإسراء: 23). فلا تغفلي عن أن صبرك عليهم وطلب رضا الله فيهما هو الذي سيجلب لك السعادة الحقيقية.
وأما لتحقيق الراحة النفسية والطمأنينة في حياتك، فعليك بالاهتمام ببعض الخطوات العملية التي تقوي قلبك وتثبتك:
1. الابتعاد عن الذنوب: اجتنبي ما يعكر صفو قلبك ويثقل نفسك، لأن المعاصي تجعل الحياة ضيقة. الله تعالى يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} (طه: 124).
2. أداء الواجبات الدينية بانتظام: تأكدي من أداء الصلاة في وقتها والصوم والعبادات الأخرى، فإنها تقوي روحك وتجعلك في حالة من السكينة.
3. الصدق والابتعاد عن الغيبة: التحلي بالصدق يجلب لك راحة القلب، بينما الغيبة تثير الهموم.
4. الدعاء والاستغفار: الدعاء هو وسيلتك الأقوى للتقرب إلى الله وطلب العون. ولا تنسي الاستغفار، فهو يفتح أبواب الرزق ويمحو الذنوب، كما قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا} (نوح: 10-12).
5. دفع الصدقة: الصدقة سبب في دفع البلاء وفتح الأبواب المغلقة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "داووا مرضاكم بالصدقة".
6. ذكر الله وتلاوة القرآن: جعل ذكر الله وتلاوة القرآن جزءًا من حياتك اليومية، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28).
7. زيارة الأئمة (عليهم السلام): إن استطعت، فزيارة الأماكن المقدسة والتوسل إلى أهل البيت عليهم السلام من أعظم أسباب الراحة النفسية، فهي تجلب لك الإيمان والسكينة.
أسأل الله تعالى أن يمنحك سكينة القلب وطول العمر في طاعته، وأن يوفقك لما يحب ويرضى.
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.