الحديث المنسوب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أصناف النفوس الانسانية
أرسل إليكم هذه الرسالة راجياً منكم الإجابة الشافية، أنا ولله الحمد إنسان مؤمن بأهل البيت عليهم السلام، ولكن مشكلتي هي في أنّي ساعات تأتيني حالات بالأفكار السيئة، التي داخل القلب، ولا أعلم كيف أتخلص منها؟ حيث تصل إلى فكري، ولكني لا أقول بها، وتراودني، وكلّما تعوّذت من الشيطان اللعين الرجيم أتت داخل النفس، فلا أعلم، هل أنا محاسب على هذا الفعل؟ وما الطريقة للتخلص من هذه الأفكار التي تراودني، مع أنّي لا أقولها، ولكنها تكون داخل نفسي، أريد التخلّص من هذه المشكلة، لدرجة أنّي ساعات أحسّ بأنّي لست موالياً من شدّة الوسواس، وخاصّة أنّي أعاني من الوسواس القهري، الذي أتعبني، فالرجاء منكم مساعدتي في الرد الشافي.
كل الفقهاء يقولون: (حديث النفس لا مؤاخذة عليه) يعني لا إثم فيه ولا عقوبة عليه، فالوساوس بأقسامها مشتركة في إحداث ظلمة وكدرة في النفس, إلا أن مجرد الخواطر - أي ( حديث النفس ) وما يتولد عنه بلا اختيار كالميل وهيجان الرغبة - لا مؤاخذة عليهما, ولا يكتب بهما معصية؛ لعدم دخولهما تحت الاختيار، فالمؤاخذة عليهما ظلم.
روي في الكافي : " إنه جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : يا رسول الله هلكت, فقال له هل أتاك الخبيث فقال لك من خلقك ؟ فقلت : الله تعالى, فقال لك : الله من خلقه ؟ فقال له : أي والذي بعثك بالحق لكان كذا . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ذاك والله محض الإيمان " . ومثله ما روي : إن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال يا رسول الله ! نافقت, فقال : " والله ما نافقت ! ولو نافقت ما أتيتني تعلمني, ما الذي رابك ؟ أظن أن العدو الحاضر أتاك, فقال : من خلقك ؟ فقلت : الله تعالى خلقني, فقال لك : من خلق الله ؟ فقال : أي والذي بعثك بالحق لكان كذا, فقال : إن الشيطان أتاكم من قبل الأعمال فلم يقو عليكم, فأتاكم من هذا الوجه لكي يستزلكم, فإذا كان كذلك فليذكر أحدكم الله وحده " .
وقريب منه ما روي : إن رجلا كتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) يشكو إليه لمما يخطر على باله, فأجابه في بعض كلامه : " إن الله إن شاء ثبتك فلا يجعل لإبليس عليك طريقا .
قد شكى قوم النبي (صلى الله عليه وآله) لمما يعرض لهم لأن تهوي بهم الريح أو يقطعوا أحب إليهم من أن يتكلموا به, فقال رسول الله : أتجدون ذلك ؟ قالوا : نعم ! قال : والذي نفسي بيده إنّ ذلك لصريح الإيمان, فإذا وجدتموه فقولوا : آمنا بالله ورسوله ولا حول ولا قوة إلا بالله " وسئل الصادق (عليه السلام) عن الوسوسة وإن كثرت, فقال : " لا شئ فيها, تقول لا إله إلا الله " .
وعن جميل بن دراج قال : قلت للصادق (عليه السلام) : إنه يقع في قلبي أمر عظيم, فقال : " قل لا إله إلا الله ", قال جميل : فكلما وقع في قلبي قلت : لا إله إلا الله, فيذهب عني.
وما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : " وضع على أمتي تسع خصال : الخطأ, والنسيان, وما لا يعلمونه, وما لا يطيقونه, وما اضطروا عليه, وما استكرهوا عليه, والطيرة, والوسوسة في التفكر في الخلق, والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد " .
فعليك الإكثار من قول ( آمنا بالله ورسوله ولا حول ولا قوة إلا بالله) و(لا إله إلاّ الله)، وسينصرف عنك الخبيث.