logo-img
السیاسات و الشروط
( 30 سنة ) - العراق
منذ 7 أشهر

كيفية حماية السمعة الشخصية من الافتراءات

السلام عليكم انا عندي وسواس قوي اني اخاف جدا من تشويه السمعة ، وافكر بهذا الامر كثيرا ، هذا التفكير ليس من فراغ لاني محاطة بكثير من النساء الفاسدات الخلق والاخلاق في جميع مراحل حياتي في المدرسة وفي العائلة للاسف ، ماذا افعل ان شوهو سمعتي وصدقهم الناس انهم يركزون علي كثيرا ويحسدونني لسوء الحظ انا عاجزة عن ايقافهم حتى ذهبو لمكان عملي وتكلمو كل شيء عني تركت عملي حياتي اصبحت مكشوفة ليس لدي خصوصية خاصة عماتي هم راس الشر ماذا افعل،


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، كثيراً ما يبتلي المؤمن بأناس سيئين، في العمل، أو المدرسة، أو الجامعة، أو الشارع، بل حتى في المنزل، وهذا قدر المؤمن في هذا العالم، فلا يمكنه الهرب من تلك الأماكن كلها، لذلك لابد من اتباع سياسة مناسبة في هذه المواقف. لكن قبل الكلام في الحل لهذه المشكلة، نلفت نظركم الشريف إلى ضرورة إصلاح ما بينكِ وبين الناس من أقربائكِ، وعدم تحميل الأمر أكثر ممّا يتحمل، كما ينبغي ان لا تتوقعي من الناس أن يكونوا كلهم أنبياء، ومعصومين، فعامة الناس لديهم من الأخطاء الكثير، ومن بين أولئك الناس هم قريباتكِ، فنقول: إنّ التعامل مع من يشوّه سمعتك يتطلب الحكمة والصبر، واللجوء إلى الله هو السبيل الأهم في مواجهة أي ظلم أو اتهام باطل. تحلَّي بالصبر، وتجنبي الرد بالمثل، واتبعي السبل الشرعية لإزالة الضرر مع الحفاظ على كرامتك وأخلاقك. هذا باختصار، وسنضعه لكِ في نقاط: ١- التحلي بالصبر: يجب أن تتحلى بالصبر في مواجهة الإساءة. الصبر هو من الصفات التي يحبها الله تعالى، وقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن:“وَاصْبِرْ لِمَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا” (المزمل: 10). ٢- التحقق من الأمور: تحقق من صحة الاتهامات: قبل الرد أو اتخاذ أي إجراء، تأكد من أن ما يُقال عنك صحيح. إذا كان الكلام باطلًا، لا يجب أن تلتفت له. وإذا كان هناك شيء من الحقيقة في كلامهم، قد تكون فرصة لمراجعة نفسك وتحسين سلوكك. ٣- اللجوء إلى الله والدعاء: الدعاء هو أحد أرقى طرق التعامل مع الظلم. اطلب من الله أن يرفع عنك الضرر ويعيد لك كرامتك. فعن النبي صلى الله عليه وآله: (اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) ( ١). تذكر أن الله هو الحكم العادل، وهو أرحم بك من أي شخص آخر. ٤- الرد بلطف وهدوء: عدم الانفعال: في كثير من الأحيان، الرد العنيف أو الانفعالي يزيد من سوء الوضع. حاول أن ترد بلطف وحكمة، وإذا كانت الساحة غير مناسبة، من الأفضل أن تبتعد عن المجادلة. والرد بلباقة: إذا كنت مضطرًا للرد، حاول أن ترد في إطار الحديث المتمدن والناضج، دون الوقوع في التهجم أو السب. اختر كلماتك بعناية. ٥- اللجوء إلى الصلح والإصلاح: التواصل مع الشخص المعني: إذا كانت العلاقة لا تزال مفتوحة مع الشخص الذي شوه سمعتك، يمكن أن تحاول التحدث معه بشكل مباشر لتوضيح الأمور وفتح باب الحوار. الإسلام يحث على الصلح بين الناس. قال الله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ” (الحجرات: 10). وفي بعض الحالات، قد يكون الصلح هو الحل الأمثل، خاصة إذا كانت هناك أسباب شخصية وراء التشويه. ٦- الاحتساب عند الله: إذا كنت تعلم أن ما يُقال عنك كذبًا ولا تستطيع الرد عليه أو تصحيحه، فاحتسب الأجر عند الله. اعلم أن الله يرى ويعلم كل شيء، وأنه سيجازي من ظلمك على ما فعله. وهذا يعني أن تحمل الإساءة أو التشويه يمكن أن يكون اختبارًا لصبرك. ٧- تجنب الفضائح والمكاشفة العلنية: لا يجب أن تنزل إلى مستوى الشخص الذي يسيء إليك وتبدأ في التشهير به أمام الناس. الإسلام ينهانا عن الفضائح، بل أمرنا بحفظ أعراض الناس. فقد روي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله " من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة ". وعنه أيضاً: " لا يستر عبد عيب عبد إلا ستره الله يوم القيامة "(٢). حاول أن تبقي الأمور بينك وبين الله، حتى لو كان من حقك الدفاع عن نفسك. ٨- إزالة آثار التشويه بالحسنات: العمل الصالح: أحد أفضل الطرق لإبطال أي تشويه للسمعة هو أن تبين للناس حقيقة شخصيتك من خلال أعمالك. استمر في تقديم صورة طيبة عن نفسك من خلال سلوكك وأخلاقك.“يُدْحَضُ قَوْلُهُ بِفِعْلِكَ”، الأعمال الصالحة مثل الصدقة، مساعدة الآخرين، والابتسامة في وجه الناس، كلها أمور تؤكد صدقك وسمعتك الطيبة. ٩- الإيمان بأن الله يعلم ما في القلوب: في النهاية، تذكر أن الله هو العليم بكل شيء. إذا كنت بريئًا من التهم التي وجهت إليك، فإن الله سيكشف الحق ويظهره. قال الله تعالى: “وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ” (يوسف: 76). ——————————————- (١) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ١٧٨١ (٢) جامع السعادات - محمد مهدي النراقي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٩