السلام عليكم
نفس الانسان معقدة جداً يصعب ان يعرف شنو عنده من ميول اني احب اسمع اغاني احب اسوي بعض المعاصي مثل اتابع مسلسلات ومن هاي السوالف بس اكو شي يمنعني اسويهن وهو الدين من اسوي معصية اكوم احس بالذل واكوم اكره نفسي بس من اتوب اصير زينه اريد اعرف اني عرفت ميولي تجاه المعاصي والي يمنعني اسويهن هو الله اكوم احس بالذل وثانيا اكول على نفسي تحجي بالدين وهية ما ملتزمة اكوم احس نفسي منافقة ف اتركهن وماسوي شي حرام حتى لو حبيت اسوي اعوفة لأن حرام ف شنو اسوي لنفسي ازكيها واني مهتدية لو لا وشكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي العزيزة، وفقكم الله لبناء النفس وتكميلها بالعلم والعمل الصالحين.
يا نور عين أبيها، أنتم برعم طري يمكن بعمل سهلٍ ويسير تقويم الذات وإصلاحها، وتوجيه عودكم صوب منبت الخير والبركة والتكامل في كلّ شيء، أقصد التكامل في مكارم الأخلاق.
والذي يُحرك الإنسان هو ما يكون في نفسه، فإن كان ما في نفسه هو الميل والحب للحق، سوف ينجذب صوبه، وإن كان العكس كان كذلك الميل نحو السلبيات من الخلق والفعل. والإنسان بطبيعة الحال لأغلبهم ميل نحو ما يلائم مرادات النفس وشهوتها، وبطبيعة الحال؛ ميل الشباب في هذا الزمان إلى الغناء والشهوات وما يرغبوه من أمور حياتهم المختلفة التي تدلّ على التميع والتلذذ وممارسة عنفوان حياة الشباب، ولذلك يكون عند الشباب طاقة كبيرة، ولكنهم يتمنون أن تكون في جميع الشهوات، ولديهم تلذذ كبير، ولكنهم يتمنون أن تكون في جميع المشتهيات، وأن لا يحدّهم حدّ معين، لينطلقوا صوب كلّ تفتح في هذا العالم.
وعليه، يا مؤمنة، أنّ من نعم الله على العبد، هو أن يكون لديه قوة داخلية ورادع باطني خيّر، وليس هو إلا الضمير والوجدان الباطني الحي، الذي يُسعف الإنسان حال وقوعه أو أقترابه من المعصية، ويقوى هذا عند العبد كلما قوي لديه الشعور والإدراك الباطني في الإرتباط بالله تعالى، والحب له والرضا به سبحانه.
وعليه يا ابنتي العزيزة، أنتم في نعمة كبيرة، وهو أنه لو كان لكم ميل نحو المعصية، ومما لا يُحبه الله، يفزع في باطنكم الضمير الحي المحب لله تعالى إلى المنع من الوقوع فيما لا يريده الله تعالى، ولذلك لو قدّر ووقع منكم الفعل، يأخذ الضمير بلومكم، ويستشعر هو بالعذاب وعدم الراحة للضيق الذي وقع فيه. ولذلك نوصيكم بالحفاظ على هذا النور الباطني وعدم قتله أو حبسه، بل ولابد من تقويته ليصفو ويعلو.
هذا، وأما الخطاب الذي يكون مع النفس في تخويفها من الوقوع في النفاق وغيره، فليس كل من يتكلم في الدين ولم يطبق ما قاله حتى الآن نقول عليه أنه منافق، كلا، بل المنافق من يُضمر الكفر ويظهر الإيمان، نعم، ينبغي للعبد السعي وبذل الوسع والقدرة في مطابقة فعله لقوله، والعمل بما يقول من الخير والصلاح، ولا يجعل الشيطان يدخل قلبه ووجوده.
إذن يا ابنتي، ينبغي لكم الحفاظ على حبكم وميلكم لله تعالى، وتزيدوا من قوتكم ونورانيتكم المعرفية، وتكثروا من فعل الخير حتى تبلغوا مرتبة أنكم تكرهون المعاصي، بل تتألمون لو سمعتم بمعصيةٍ ما، وتبقون دائماً في حالة نورانية وروحية كبيرة، وتدركوا الحال قبل الوقوع في المعصية.
والحمد لله خير ذاكرٍ ومذكور.