توجيه الروايات التي تذمّ المرأة
هناك قول منسوب إلى الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو: (إن النّساء ناقصات العقل والدين)، فهل هو صحيح؟ وما هو نصّ الحديث؟
هذا الكلام موجود في نهج البلاغه، وقد نقله السيّد الرضي عن الإمام علي (عليه السلام) في خطبة له بعد واقعة البصرة (حرب الجمل) : "مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الْإِيمَانِ نَوَاقِصُ الْعُقُولِ نَوَاقِصُ الْحُظُوظِ، فَأَمَّا نَقْصُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ عَنِ الصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ، وَ أَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ كَشَهَادَةِ رَجُلٍ، وَ أَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَى نِصْفِ مَوَارِيثِ الرِّجَالِ فَاتَّقُوا شِرَارَ النِّسَاءِ …" نهج البلاغة - خطب الإمام علي (عليه السلام ) - ج ١ - الصفحة ١٢٩. و هذه الخطبة تدلّ على أمور تكوينية توجد في المرأة، وبها تتفاوت عن الرجل، وليس فيها ذمّ للمرأة بما هي امرأة، و إنما لمجرد بيان الفروق بين طبيعة المرأة و الرجل، إذ من الطبيعي أن يقلّ إيمان الشخص بترك الصلاة و الصوم و لو ليوم واحد بالنسبة لمن لم يترکها، ومن الطبيعي أن شهادة الرجل تعادل شهادة امرأتين يدل بالدليل الإني (کشف المعلول عن العلة) عن نقصان في تفکير المرأة و تعقلها بالنسبة للرجل في هذا المجال؛ وذلك لأن المرأة عاطفية، وتتبع الإحساس و الغريزة أكثر من الرجل، فيغلب ذلك على عقلها، وبما أن نفقة المرأة على الرجل غالباً، وأن المسؤول عن المعيشة هو الرجل، فمن الطبيعي أن يلاحظ الشرع ذلك في تقسيم الإرث و تعيين الدية، فيجعل نصيب الرجل ضعفي نصيب المرأة، فتكون المرأة ناقصة من حيث الحظ.