نصيحة الإمام علي في عتاب الشباب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الظاهر أن هذا هذا الحديث يحث على تجنّب الإمعان في العتاب وترك الإكثار من اللوم والتأنيب في كل شاردة وواردة، فعندما يرتكب الحدث - أي الطفل والشاب- خطأ معيّناً فعلينا تنبيهه ومعاتبته لكن ليس من الصحيح أن نستمر في معاتبته وتذكيره وتعييره بالذنب أيّاماً وأسابيع، فإنّ هذا قد يؤدي إلى عكس المطلوب ويجعل الشاب يكابر أي - يعاند - ويصر على الخطا وقد أرشدت الروايات الواردة عن الأئمّة من أهل البيت (عليهم السلام ) إلى سلبيات هذا الأسلوب ومحاذيره، ففي حديث آخر عن عليّ (عليه السلام ) أنه قال : "لا تكثرنَّ العتاب فإنّه يورث الضغينة ويجرّ إلى البغضة وكثرته من سوء الأدب واستعتب من رجوت إعتابه" فالحديث – كما نلاحظ – لم ينه عن مبدأ العتاب بل عن الإكثار منه، معتبراً أنّ ذلك من سوء الأدب، وقد تنبّه بعض الكتاب إلى هذا المعنى فقال: "إذا أخطأ الطفل مرة أو مرتين فليتغافل عنه كيلا يمتهن بردّ الفعل، خاصة إذا أخفى ذلك، لأنّ كثرة اللوم قد تؤدي إلى اجترائه وقيامه بذلك الخطأ علناً". ودمتم في أمان الله