logo-img
السیاسات و الشروط
( 24 سنة ) - العراق
منذ 7 أشهر

مفهوم الدجال في الفكر المعاصر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الفترة الأخيرة سمعت أن الكيان الصهيوني الغاصب وامريكا هي المسيح أو الاعور الدجال والاعور الدجال ليس شخص بل فكر منحرف منحط وجنة الاعور الدجال هي الخليج وبعض الدول المجاورة وناره هي إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين كما قال رئيس الكيان الصهيوني الغاصب وعندما يخرج الإمام المهدي (عجل الله فرجه) سيقضي عليهم ويحل السلام والعدل والأمان وتقوم دولة محمد وال محمد (عليهم السلام) ما رأيكم بهذا الكلام هل هو مغلوط ام صحيح ؟


وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته الظاهر من الروايات أن مثل هذه الصفات تحمل على معناها الظاهر منها، فيكون معنى الأعور هو أعور العين وصرفها إلى غير هذا المعنى يحتاج إلى قرينة خاصة. ثم أنه ليسَ للدجال في منظومتنا الروائية تلك الموقعية الحساسة والمهمة، ولعل ذلك باعتبار أن الشيعة المؤمنين بمأمن عن التأثر بهِ وبفتنته.. وليُعلم أن أكثر الروايات الواردة عندنا بشأنه ـ مع قلتها ـ غير نقية السند، ولا بأس بذكر بعضها للفائدة. روى الشّيخُ الصّدوقُ عنِ النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وآله: ومَن صامَ مِن رجبَ أربعةَ أيّامٍ عوفيَ منَ البلايا كلّها، منَ الجنونِ والجذامِ والبرصِ وفتنةِ الدّجّالِ، وأجيرَ مِن عذابِ القبرِ، وكُتبَ لهُ مثلُ أجورِ أولي الألبابِ التوّابينَ الأوّابينَ، وأُعطيَ كتابَه بيمينِه في أوائلِ العابدينَ. (الأمالي ص628، ثوابُ الأعمالِ ص54، فضائلُ الأشهرِ الثّلاثةِ ص25)، ورويَ عَن أبي جعفرٍ عليه السّلام، قالَ: مَن قرأ وأكثرَ مِن قراءةِ القارعةِ آمنَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ مِن فتنةِ الدّجّالِ أن يؤمنَ به ومِن فيحِ جهنّمَ إن شاءَ الله. (ثوابُ الأعمال ص125). وروى الصّفّارُ بإسنادِه عَن رجلٍ عَن أبي جعفرٍ عليه السّلام قالَ دخلَ عليه رجلٌ مِن أهلِ بلخ يا خراسانيّ تعرفُ وادي كذا وكذا قالَ نعم قالَ لهُ تعرفُ صدعاً في الوادي مِن صفتِه كذا وكذا قالَ نعم مِن ذلكَ يخرجُ الدّجّالُ.. إلى آخره. (بصائرُ الدّرجاتِ ص161). وروى الصّدوق بإسنادِه عَن محمّدٍ بنِ مروان، عَن أبي عبدِ اللهِ الصّادق، عن أبيه، عَن آبائِه عليهم السّلام، قالَ : قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله: مَن أبغضَنا أهلَ البيتِ بعثَهُ اللهُ يومَ القيامةِ يهوديّاً، قيلَ: يا رسولَ اللهِ، وإن شهدَ الشّهادتين؟ قالَ: نعم، فإنّما إحتجزَ بهاتينِ الكلمتينِ عَن سفكِ دمِه، أو يؤدّي الجزيةَ عَن يدٍ وهوَ صاغرٌ، ثمّ قالَ: مَن أبغضَنا أهلَ البيتِ بعثَه اللهُ يهوديّاً، قيلَ: فكيفَ، يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: إن أدركَ الدّجّالَ آمنَ به. (الأماليّ ص681، ثوابُ الأعمال ص204). روى الصّدوقُ عَن حذيفةَ بنِ أسيدٍ قالَ : إطّلعَ علينا رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله مِن غرفة لهُ ونحنُ نتذاكرُ السّاعةَ، قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله : لا تقومُ السّاعةُ حتّى تكونَ عشرُ آياتٍ: الدّجّالُ، والدّخانُ، وطلوعُ الشّمسِ مِن مغربِها، ودابّةُ الأرضِ، و يأجوجُ ومأجوج.. إلى آخره. (الخصالُ ص431). ورويَ عنِ الحسنِ بنِ عليٍّ الخزّازِ قالَ سمعتُ الرّضا عليهِ السّلام يقولُ: إنّ ممّن يتّخذُ مودّتنا أهلَ البيتِ لمَن هوَ أشدُّ لعنةً على شيعتِنا منَ الدّجّالِ، فقلتُ له: يا بنَ رسولِ اللهِ، بماذا؟ قالَ: بموالاةِ أعدائِنا ومعاداةِ أوليائِنا، إنّه إذا كانَ كذلكَ إختلطَ الحقُّ بالباطلِ وإشتبهَ الأمرُ فلم يُعرَف مؤمنٌ مِن منافق. (صفاتُ الشّيعة ص8). وقد روى الصّدوقُ عنِ النّزّالِ بنِ سبرةَ قالَ : خطبَنا أميرُ المؤمنينَ عليٌّ بنُ أبي طالب عليهِ السّلام، فحمدَ اللهَ عزّ وجلّ وأثنى عليهِ، وصلّى على محمّدٍ وآله، ثمّ قالَ: سلوني أيُّها النّاسُ قبلَ أن تفقدوني - ثلاثاً -، فقامَ إليهِ صعصعةُ بنُ صوحان، فقالَ: يا أميرَ المؤمنين متى يخرجُ الدجّالُ؟ فقالَ له عليٌّ عليهِ السّلام: اقعُد، فقَد سمعَ اللهُ كلامَك، وعلمَ ما أردتَ، واللهِ ما المسؤولُ عنهُ بأعلمَ منَ السّائلِ، ولكِن لذلكَ علاماتٌ وهيئاتٌ يتبعُ بعضُها بعضاً كحذوِ النّعلِ بالنّعلِ، وإن شئتَ أنبأتُكَ بها؟ قالَ: نعَم يا أميرَ المؤمنين. فقالَ عليه السّلام : إحفظ، فإنّ علامةَ ذلكَ إذا أماتَ النّاسُ الصّلاةَ، وأضاعوا الأمانةَ وإستحلّوا الكذبَ، وأكلوا الرّبا، وأخذوا الرّشا، وشيّدوا البنيانَ، وباعوا الدّينَ بالدّنيا، واستعملوا السّفهاءَ، وشاوروا النّساءَ، وقطعوا الأرحامَ، وإتّبعوا الأهواءَ وإستخفّوا بالدّماءِ، وكانَ الحلمُ ضعفاً، والظّلمُ فخراً، وكانَت الأمراءُ فجرةً، والوزراءُ ظلمةً، والعرفاءُ خونةً، والقرّاءُ فسقةً، وظهرَت شهادةُ الزّور، وإستعلنَ الفجورُ، وقولُ البهتانِ، والإثمُ والطّغيان، وحُلّيَت المصاحفُ، وزُخرفَت المساجدُ، وطوّلَت المناراتُ، وأكرمَت الأشرارُ، وإزدحمَت الصّفوفُ، وإختلفَت القلوبُ، ونُقضَت العهودُ، وإقتربَ الموعودُ، وشاركَ النّساءُ أزواجهنَّ في التّجارةِ حِرصاً على الدّنيا، وعلَت أصواتُ الفسّاقِ وإستُمعَ منهُم، وكانَ زعيمُ القومِ أرذلَهم، وإتّقيَ الفاجرُ مخافةَ شرّه، وصُدّقَ الكاذبُ، وإئتمنَ الخائنُ، وإتّخذتِ القيانُ والمعازفُ، ولعنَ آخرُ هذهِ الأمّةِ أوّلَها، وركبَ ذواتُ الفروجِ السّروجَ، وتشبّهَ النّساءُ بالرّجالِ، والرّجالُ بالنّساءِ، وشهدَ الشّاهدُ مِن غيرِ أن يُستشهدَ، وشهدَ الآخرُ قضاءً لذمامٍ بغيرِ حقٍّ عرفَه وتُفقّهَ لغيرِ الدّينِ، وآثروا عملَ الدّنيا على الآخرةِ، ولبسوا جلودَ الضّأنِ على قلوبِ الذّئابِ، وقلوبُهم أنتنُ منَ الجيفِ وأمرُّ منَ الصّبرِ، فعندَ ذلكَ الوحا الوحا، ثمّ العجلَ العجل، خيرُ المساكنِ يومئذٍ بيتُ المقدسِ، وليأتينَّ على النّاسِ زمانٌ يتمنّى أحدُهم أنّه مِن سكّانِه. فقامَ إليهِ الأصبغُ بنُ نباتةَ، فقالَ: يا أميرَ المؤمنين، مَن الدّجّالُ؟ فقالَ: ألا إنّ الدجّالَ صائدٌ بنُ الصّيدِ، فالشقيُّ مَن صدّقَه، والسّعيدُ مَن كذّبَه، يخرجُ مِن بلدةٍ يقالُ لها أصفهان، مِن قريةٍ تُعرفُ باليهوديّةِ، عينُه اليُمنى ممسوحةٌ، والعينُ الأخرى في جبهتِه تضيئُ كأنّها كوكبُ الصّبحِ، فيها علقةٌ كأنّها ممزوجةٌ بالدّمِ، بينَ عينيهِ مكتوبٌ كافرٌ، يقرؤهُ كلُّ كاتبٍ وأمّي، يخوضُ البحارَ وتسيرُ معهُ الشّمسُ، بينَ يديهِ جبلٌ مِن دخانٍ، وخلفَهُ جبلٌ أبيضٌ يري النّاسَ أنّه طعامٌ، يخرجُ حينَ يخرجُ في قحطٍ شديدٍ تحتَهُ حمارٌ أقمرُ، خطوةُ حمارِه ميلٌ، تطوي لهُ الأرضُ منهلاً منهلاً، لا يمرّ بماءٍ إلّا غارَ إلى يومِ القيامةِ، يُنادي بأعلى صوتِه يُسمعُ ما بينَ الخافقينِ منَ الجنِّ والإنسِ والشياطينِ يقولُ: إليَّ أوليائي، أنا الذي خلقَ فسوّى وقدّر فهدى، أنا ربُّكم الأعلى. وكذبَ عدوّ اللهِ، إنّه أعورُ يطعمُ الطّعامَ، ويمشي في الأسواقِ، وإنّ ربّكم عزّ وجلّ ليسَ بأعور، ولا يُطعمُ ولا يمشي ولا يزولُ، تعالى اللهُ عَن ذلكَ علوّاً كبيراً، ألا وإنّ أكثرَ أتباعِه يومئذٍ أولادُ الزّنا، وأصحابُ الطيالسةِ الخضر، يقتله اللهُ عزَّ وجلَّ بالشّامِ على عقبةٍ تعرفُ بعقبةِ أفيق لثلاثِ ساعاتٍ مضَت مِن يومِ الجمعةِ على يدِ مَن يُصلّي المسيحُ عيسى بنُ مريم عليهما السّلام خلفَه ألا إنَّ بعدَ ذلكَ الطّامةُ الكُبرى. قُلنا: وما ذلكَ يا أميرَ المؤمنين؟ قالَ : خروجُ دابّةِ الأرضِ مِن عندِ الصّفا، معها خاتمُ سليمانَ بنِ داود، وعصى موسى عليهم السّلام، يضعُ الخاتمَ على وجهِ كلِّ مؤمنٍ فينطبعُ فيه : هذا مؤمنٌ حقّاً، ويضعُه على وجهِ كلّ كافرٍ فينكتبُ هذا كافرٌ حقّاً، حتّى أنّ المؤمنَ ليُنادي : الويلُ لكَ يا كافر، وإنّ الكافرَ يُنادي طوبى لكَ يا مؤمن، وددتُ أنّي اليومَ كنتُ مثلكَ فأفوزُ فوزاً عظيماً، ثمّ ترفعُ الدابّةُ رأسَها فيراها مَن بينَ الخافقينِ بإذن اللهِ جلَّ جلالُه وذلكَ بعدَ طلوعِ الشّمسِ مِن مغربِها فعندَ ذلكَ تُرفعُ التّوبةُ، فلا توبةَ تُقبلُ ولا عملَ يُرفع {لَا يَنفَعُ نَفسًا إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمَانِهَا خَيرًا}، ثمّ قالَ عليه السّلام: لا تسألوني عمّا يكونُ بعدَ هذا فإنّهُ عهدٌ عهدَهُ إليَّ حبيبي رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله أن لا أخبرَ بهِ غيرَ عترتي. قالَ النّزّالُ بنُ سبرة: فقلتُ لصعصعةَ بنِ صوحان: يا صعصعةَ ما عنى أميرُ المؤمنينَ عليه السّلام بهذا؟ فقالَ صعصعةُ : يا ابنَ سبرةَ، إنّ الذي يصلّي خلفَه عيسى بنُ مريم عليه السّلام هو الثاني عشرَ منَ العترةِ، التّاسعُ مِن ولدِ الحُسينِ بنِ عليٍّ عليهما السّلام، وهوَ الشّمسُ الطّالعةُ مِن مغربِها يظهرُ عندَ الرّكنِ والمقامِ فيُطهّرُ الأرضَ، ويضعُ ميزانَ العدلِ فلا يظلمُ أحدٌ أحداً، فأخبرَ أميرُ المؤمنينَ عليه السّلام أنَّ حبيبَه رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآله عهدَ إليهِ أن لا يخبرَ بما يكونُ بعدَ ذلكَ غيرَ عترتِه الأئمّةِ صلواتُ الله عليهم أجمعين. (كمالُ الدّين ص525ـ528). ومن خلال بعض الروايات الضعيفة السند- ومنها الرواية المتقدمة_ التي ذكرت أوصاف الدجال حيث ذكرت أوصافاً له لا تتلاءم مع كونه شخصاً_ عندما سأل الاصبغ علي عليه السلام_ معيناً فربما تكون تلك الأوصاف متلائمة مع كون الدجال حركة فكرية منحرفة، وتكون صفة العور إشارة إلى نقصها وانحرافها وأنه ليس موضوعياً في حركته. وهذه الرواية مضافاً إلى سندها الضعيف جداً فإن متنها مضطرب ولو صحّ بعض ما فيها فإنه لا يمكن انطباقه على شخصٍ بالتأكيد، بل هي حركة في الأمة تحمل هذه الصفات.