مهدي - السعودية
منذ 4 سنوات

 داود وسليمان (عليهما السلام) حكمهما حكم الله تعالى

سؤالي هو عن غضب النبي سليمان عليه السلام على الطائر, هل كان ذا مبرر, وأن الطائر كان غير عاقل, فلماذا كل هذا الوعيد, وكذلك قول الطائر للنبي بأنه أحاط بما لم يحط به النبي سليمان (عليه السلام), مما يدلل بأن النبي ليس له اطلاع على الغيب, طبعا هذين, اقصد السؤالين الثاني والثالث, كان احد شبهات اهل السنة في عدم عصمة الانبياء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الأخ مهدي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الإشكال بقصة الهدهد فهو إشكال قديم طرح على السيد المرتضى والشيخ الطوسي وأجابا عليه برسائلهما. والجواب يكون على ناحيتين: أ- أما أن نقول بأن الهدهد لم يتكلم ولكن ظهر منه ما يدل على ذلك وعبّر القرآن عنه كما عبر عن السماء والأرض, بقوله عز وجل: (( ثُمَّ استَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرضِ ائتِيَا طَوعاً أَو كَرهاً قَالَتَا أَتَينَا طَائِعِينَ )) (فصلت:11). وإن العذاب الذي وعد به سليمان أعم من العقاب فأن معنى العذاب إيقاع الألم، وهو يتم بالذبح، وقد كان جائزاً لسليمان (عليه السلام). ب- وأما أن نقول أنّ للحيوانات درجة من العاقلة كما هو ظاهر من القرآن وأن سليمان (عليه السلام) كان يفهم منطق الطير وقد كانت له جنود من الطير يأتمرون بأمره وهو لازم للطاعة والعصيان فإذا خالف أحد الطيور أمره عاقبه. كما أنه لم يقل أحد أن الأنبياء يعلمون كل شيء فهم لا يعلمون الغيب بالاستقلال وإنما هو تعلم من ذي علم فما أطلعهم عليه سبحانه علموه وما أخفاه جهلوه، ثم أن ظاهر القرآن لا يدل على أن سليمان (عليه السلام) كان لا يعلم بهذه القضية بعينها، وإنما الهدهد على سبيل الاعتذار والتخفيف من الذنب المتوقع قال له إني أطلعت على ما لم يطلع عليه. ودمتم في رعاية الله

1