خديجة - الكويت
منذ 4 سنوات

 داود وسليمان (عليهما السلام) حكمهما حكم الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول المولى : (( وَدَاوُودَ وَسُلَيمَانَ إِذ يَحكُمَانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فِيهِ غَنَمُ القَومِ وَكُنَّا لِحُكمِهِم شَاهِدِينَ, فَفَهَّمنَاهَا سُلَيمَانَ, وَكُلا آتَينَا حُكمًا وَعِلمًا )) , إذا كان داود عليه السلام هو نبي ذلك الزمان فكيف يكون سليمان عليه السلام أعلم منه خاصة في الأمور التشريعية والقضائية ؟ ولو ورد حديث ينسب هذا الأمر للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأن أحد أصحابه كان أحكم منه في أمر قضائي كنا سنستنكر هذه الرواية, وبما أن الأنبياء يشتركون جميعا بهذه الخاصية ( الأعلمية في الأمور التشريعية والقضائية ), فكيف نفهم المغزى من هذه الآية ؟ لكم جزيل الشكر


الأخت خديجة المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل أن نجيبك على سؤالك بودنا أن نلفت نظرك بأن المقارنة في هذه القضية بين النبيين داود وسليمان (عليهما السلام) من جهة وبين الرسول (صلى الله عليه وآله) وأحد أصحابه من جهة أخرى هي مقارنة غير صحيحة لأن سليمان وداود (عليهما السلام) نبيين وليس الأمر كذلك في ما بين النبي (صلى الله عليه وآله) وأحد أصحابه. أما الجواب عن السؤال: فقد أجابت عليه الروايات وعلماء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بعدة آراء حاصلها: الأول: أن حكم داود (عليه السلام) كان بمقتضى الحكم الذي كان يقضي به بقية الأنبياء (عليهم السلام) الذين سبقوا داود (عليه السلام), والرأي الذي حكم به سليمان (عليه السلام) يعتبر حكماً إلهياً جديداً نسخ به الحكم السابق. الثاني: أن داود (عليه السلام) أراد أن يري الآخرين أي بني إسرائيل أن سليمان (عليه السلام) وصيِّهِ وهو جدير بالعلم والإفتاء والوصاية. ولا يعد هذا أن النبي سليمان (عليه السلام) أعلم من النبي داود (عليه السلام) وبهذه الآية. والدليل: قوله تعالى: (( وَكُلّاً آتَينَا حُكماً وَعِلماً )) (الانبياء:79) فحكم كل واحد منهما بحكم الله عزوجل, هذا أولاً, وثانياً (لو اختلف حكمهما لقال: وكنا لحكمهما شاهدين), ولم يقل (( وَكُنَّا لِحُكمِهِم شَاهِدِينَ )) (الانبياء:78). ودمتم في رعاية الله

1