حسن - مصر
منذ 5 سنوات

 التاكيد على قصة النبي موسى (عليه السلام)في القرآن

هل الألواح التي تلقاها موسى عليه السلام هي نفسها التوراة؟ ولقد حطمها موسى عليه السلام واذكر أنه قد جَّمعها الصالحين من قومه فهل هذا صحيح؟


الأخ حسان المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في تفسير الميزان ج 20ص 271قال: في البصائر بإسناده عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عندنا الصحف التي قال الله: " صحف إبراهيم وموسى " قلت: الصحف هي الألواح ؟ قال: نعم. أقول: ورواه أيضا بطريق آخر عن أبي بصير عنه عليه السلام والظاهر أن المراد بكون الصحف هي الألواح كونها هي التوراة المعبر عنها في مواضع من القرآن بالألواح كقوله تعالى: " وكتبنا له في الألواح من كل شئ " الأعراف: 145 وقوله: " وألقى الألواح " الأعراف: 150 وقوله: " أخذ الألواح " الأعراف: 154. وفي تفسيرالأمثل ج 5 - ص 214 قال: نزول الألواح على موسى إن ظاهر الآية الحاضرة يفيد أن الله تعالى أنزل ألواحا على موسى (عليه السلام) قد كتب فيها شرائع التوراة وقوانينها، لا أنه كانت في يدي موسى (عليه السلام) ألواح ثم انتقشت فيها هذه التعاليم بأمر الله. ولكن ماذا كانت تلك الألواح، ومن أي مادة ؟ إن القرآن لم يتعرض لذكر هذا الأمر، وإنما أشار إليها بصورة الإجمال وبلفظة " الألواح " فقط، وهذه الكلمة جمع " لوح "، وهي مشتقة من مادة " لاح يلوح " بمعنى الظهور والسطوع، وحيث أن المواضيع تتضح وتظهر بكتابتها على صفحة، تسمى الصفحة لوحا. ولكن ثمة احتمالات مختلفة في الروايات وأقوال المفسرين حول كيفية وجنس هذه الألواح، وحيث إنها ليست قطعية أعرضنا عن ذكرها والتعرض لها. وفي كتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم ج 10ص 253قال: الألواح كانت صفائح صافية وفيها كلمات الله النازلة من جانب الله تعالى في المعارف والحقائق والأحكام. وأمّا أنّ هذه الصفائح كانت من حجر أملس أو من فلزّ أو من خشب أو من غيرها ! وأنّ مقدارها وتعدادها وخصوصيّاتها الأخرى بأىّ كيفيّة وكميّة كانت: فلا سند لنا قاطعا عليها. والظاهر أنّ هذه الألواح كانت عبارة عن التوراة المنزلة (وفي نسختها هدى ورحمة) أو بعضا منها. وأمّا هذه الكتب الموجودة المنتسبة إلى موسى ع والمسمّاة بالتوراة: فلا شكّ في أنّها مجعولة قد سمّيت بهذه الأسماء [ التكوين، الخروج، اللاويّين، العدد، التثنية ] في الأزمنة المتأخّرة مجازا. وهذه الكتب قد كتبت بعد وفات موسى عليه السلام، وهي في مجارى حالات النبىّ موسى وأصحابه، بل من مجارى الأمور بعد فوته، وفي آخر السفر الخامس (التثنية) يقول المؤلَّف: وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات، ولم تكلّ عينه ولا ذهبت نضارته، فبكى بنوا إسرائيل موسى ثلاثين يوما ... المزید ولم تقم بعد نبىّ في إسرائيل مثل موسى الَّذى عرّفه الربّ وجها لوجه. نعم لا تخلو هذه الأسفار عن أحكام وأخلاقيّات ومعارف عالية، إلَّا أنّ الغرض ومقصودنا كون هذه الكتب مؤلَّفة بأيدي الناس من أتباع النبىّ موسى (عليه السلام)، وليست بمنزلة من الله المتعال قطعا. ودمتم في رعاية الله

1