logo-img
السیاسات و الشروط
زينب ( 22 سنة ) - العراق
منذ 7 أشهر

أهمية المسامحة بين الأمهات والبنات

السلام عليكم اني بنت شوية عصبية مااتحمل كلام صراحة هواي صير مشاكل بيني وبين والدتي يعني ماعندي مشاكل وية الناس أو بقية عائلتي أكثر شي مع والدتي اني اضل أرادد لان الصراحة ماتحمل داخلياً بس ورة شوية والدتي ترجع تحجي وياي وترجع علاقتنة كولش طبيعية بس مااعرف والدتي من الداخل مسامحتني او لا ان شاء الله راح اجاهد بعد ماارادد بس شلون بمشاكل قبل يعني اذا والدتي سامحتني لازم رب العالمين يحاسبني بالآخرة لوجود العدل الألٰهي او بعد هاي هية يغفرلي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة لايجوز التعامل مع أمّكِ بأسلوب سيء لا يعبر عن تقيّدكِ بالحدود الشرعية التي يجب مراعاتها في التعامل مع الوالدين، فأمّكِ لها حق عليك عظيم والواجب الشرعي يدعوك لان تتعاملي معها وفق ما أمرت به الشريعة المقدسة من عدم الإساءة إليها ولو بكلمة بسيطة أو نظرة أو أي فعل آخر، فقد أكدت الشريعة الإسلامية على رعاية حق الوالدين، ولاسيما الأم وشددت كثيراً على عدم تجاوز هذه الحقوق، فقد جاء في الكتاب العزيز قوله تعالى: ( وَ قَضى‏ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً * وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً ). الاسراء: ٢٣ ،٢٤. وقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ( ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان). وقال الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام: ( ثلاث لم يجعل الله عزوجل لاحد فيهن رخصة : أداء الامانة إلى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين ). و قال الإمام أبي عبد الله عليه السلام: ( من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة ). حاولي أن تتأملي في فقرات هذا الدعاء المروي عن الامام زين العابدين وهو من ادعية الصحيفة السجادية: ( اللهم وما تعديا ( يعني بذلك الوالدين ) عليَّ فيه من قول، أو أسرفا عليَّ فيه من فعل، أو ضيعاه لي من حق أو قصرا بي عنه من واجب فقد وهبته وجدت به عليهما، ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما فإني لا أتهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما تولياه من أمري يا رب فهما أوجب حقا علي، وأقدم إحسانا إلي وأعظم منة لدي من أن أقاصهما بعدل، أو اجازيهما على مثل، أين إذا يا إلهي طول شغلهما بتربيتي؟ وأين شدة تعبهما في حراستي؟ وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة علي؟ هيهات ما يستوفيان مني حقهما، ولا ادرك ما يجب علي لهما ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما. فصل على محمد وآله وأعني يا خير من استعين به. ووفقني يا أهدى من رغب إليه، ولا تجعلني في أهل العقوق للآباء والامهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون). وتأملي فيما جاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام في رسالة الحقوق :( فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحة موبلة محتملة لما فيه مكروهها وألمه وثقله وغمه، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحى وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء، وحجرها لك حواء وثديها لك سقاء، ونفسها لك وقاء، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه. وأما حق أبيك : فان تعلم أنه أصلك ، وأنك فرعه ، وأنك لولاه لم تكن. فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ، واحمد اللّه واشكره على قدر ذلك. ولا قوة إلاّ باللّه). وفي مقطع اخر من دعاء الامام زين العابدين لوالديه المروي في الصحيفة السجادية يقول عليه السلام: ( أللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السُّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وَأَبَرُّهُمَا بِرَّ الاُمِّ الرَّؤُوفِ، وَاجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وَبِرِّيْ بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ، وَأَثْلَجَ لِصَدْرِي مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ حَتَّى أوثِرَ عَلَى هَوَايَ هَوَاهُمَا وَاُقَدِّمَ عَلَى رِضَاىَ رِضَاهُمَا وَأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُمَا بِي وَإنْ قَلَّ وَأَسْتَقِلَّ بِرِّي بِهِمَا وَإنْ كَثُرَ. أللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وَأَطِبْ لَهُمَا كَلاَمِي، وَأَلِنْ لَهُمَا عَرِيْكَتِي، وَاعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وَصَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وَعَلَيْهِمَا شَفِيقاً أللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي وَأَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي، وَاحْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي). وعن الإمام الصادق عليه السلام: ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قال:ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك ). وروي عن الإمام الباقر عليه السلام انه قال: ( قال موسى بن عمران:يا رب! أوصني؟ قال: أوصيك بي، قال: فقال: رب أوصني؟ قال: أوصيك بي - ثلاثا - قال: يا رب أوصني؟ قال: أوصيك بأمك، قال: يا رب أوصني قال: أوصيك بأمك، قال: يا رب أوصني؟، قال: أوصيك بأبيك ). نعم يجوز للولد أن يناقش والديه فيما لا يعتقد بصحّته من آرائهما، ولكن عليه أن يراعي الهدوء والأدب في مناقشتهما، فلا يحدّ النظر إليهما ولا يرفع صوته فوق صوتهما فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة معهما. أنت ترتكبي معصية كبيرة وهي عقوق الام والاساءة لها ، فاستغفري الله تعالى وتوبي اليه من ذلك، واطلبي السماح والعفو من امكِ، وحاولي جهد امكانكِ ان تضبطي ردود فعلكِ معها ولا تسيئي لها باي نحو من الاساءة. دمتم في رعاية الله وحفظه.