أحمد حسين - النرويج
منذ 4 سنوات

 التاكيد على قصة النبي موسى (عليه السلام)في القرآن

أحد اهل السنة يقول: يقول تعالى : ( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ ) يقول الكاشانى : { (150) وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً } شديد الغضب أو حزيناً { قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي } أي قمتم مقامي وكنتم خلفائي من بعدي حيث عبدتم العجل مكان عبادة الله { أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ } يقال عجل من الأمر إذا تركه غير تام وأعجله عنه غيره ويضمّن معنى سبق فيقال عجل الأمر والمعنى اتركتم أمر ربّكم غير تام وهو انتظار موسى حافظين لعهده { وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ } طرحها من شدة الغضب لله وفرط الضجر حميّة للدين رُوي أنه لما ألقاها انكسرت فذهبت بعضها هنا المعصوم عليه السلام حينما غضب القى كتاب الله على الارض الا يعد هذا خطأ ؟ هذا الخطأ الواضح والذى لا يحتاج الى تعليق الاينافى العصمة المطلقة ؟ أرجوا الرد.


الأخ أحمد المحترم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جاء في تفسير الامثل: (( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) (سورة الأعراف: 150). قال: وفي الحقيقة كان هذا الموقف يعكس - من جانب - حالة موسى ( عليه السلام ) النفسية ، وانزعاجه الشديد تجاه وثنية بني إسرائيل وانحرافهم ، ومن جانب آخر كان ذلك وسيلة مؤثرة لهز عقول بني إسرائيل الغافية ، والفاتهم إلى بشاعة عملهم . وبناء على هذا إذا كان إلقاء ألواح التوراة في هذا الموقف قبيحا - فرضا - وكان الهجوم على أخيه لا يبدو كونه عملا صحيحا ، ولكن مع ملاحظة الحقيقة التالية ، وهي أنه من دون إظهار هذا الموقف الانزعاجي الشديد لم يكن من الممكن إلفات نظر بني إسرائيل إلى بشاعة خطئهم . . . ولكان من الممكن أن تبقى رواسب الوثنية في أعماق نفوسهم وأفكارهم . . .  إن هذا العمل لم يكن فقط غير مذموم فحسب، بل كان يعد عملا واجبا وضروريا. ومن هنا يتضح أننا نحتاج أبدا إلى التبريرات والتوجيهات التي ذهب إليها بعض المفسرين ، للتوفيق بين عمل موسى ( عليه السلام ) هذا وبين مقام العصمة التي يتحلى بها الأنبياء ، لأنه يمكن أن يقال هنا : إن موسى ( عليه السلام ) انزعج في هذه اللحظة من تأريخ بني إسرائيل انزعاجا شديدا لم يسبق له مثيل ، لأنه وجد نفسه أمام أسوأ المشاهد ألا وهو الانحراف عن التوحيد إلى عبادة العجل ، وكان يرى جميع آثارها وأخطارها المتوقعة . وعلى هذا فإن إلقاء الألواح ومؤاخذة أخيه بشدة في مثل هذه اللحظة مسألة طبيعية تماما . إن ردة الفعل الشديدة هذه وإظهار الغضب هذا ، كان له أثر تربوي بالغ في بني إسرائيل ، فقد قلب المشهد رأسا على عقب في حين أن موسى لو كان يريد أن ينصحهم بالكلمات اللينة والمواعظ الهادئة ، لكان قبولهم لكلامه ونصحه أقل بكثير .انتهى . ثم إن الخطب يهون بعد القطع أن غضب موسى كان لله وبهذا لا ينافي العصمة إذ لا يكون خطأً.وأما القاءه للألواح فلك أن تقيسه بما فعل رسول الله(صلى الله عليه وآله) في مرض موته عندما أخرجهم من الغرفة وترك كتابة الكتاب الذي لا يضلون بعده عندما اتهموه بالهجر ـ أعوذ بالله ـ فإن ما قالوه من نسبة النبي (صلى الله عليه وآله) للهذيان ـ أعوذ بالله ـ أذهب فائدة الكتاب بل كان ليهدد مصير الرسالة والقرآن لو أصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على كتابته فتسري نسبة الهجر والهذيان إلى القرآن ، وكذا موسى (عليه السلام) فإن ما فعله بنو إسرائيل من الكفر أذهب بفائدة التوراة فإنهم لما عبدوا العجل وتركوا عبادة الله فما فائدة إعطائهم شريعة مدونة من الله وهم قد تركوا عبادته وما كان التزامهم بها بعد أن عبدوا العجل فأراد أن يبين لهم ذلك بشكل حسي. ودمتم في رعاية الله