الأخ زاير المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن إبراهيم (عليه السلام) دعا ربه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام بقوله تعالى: (( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ رَبِّ اجعَل هَـذَا البَلَدَ آمِناً وَاجنُبنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعبُدَ الأَصنَامَ )) (إبراهيم:35) معنى ذلك أنه (عليه السلام) يسأل ربه أن يبعدهم عن عبادة الأصنام ويهديه إلى الحق إن هم عرضوا أنفسهم لذلك لا أن ذلك يتم بالقهر والإلجاء فمن كان عنده استعداد للهداية وتقبل الفيض الإلهي دعا له إبراهيم (عليه السلام) والنتيجة إن الدعاء كان لبعض المدعوين لهم (وإن كان اللفظ يستوعب الجميع) وهذا البعض هم المستعدون دون المعاندين والمستكبرين . ولعل الآية التي وردت في نهاية السياق القرآني تشعر بأن الذي أختار الظلم لم يكن له استعداد للفيض وهو الذي رفض الهداية الإلهية فلا يشمله دعاء إبراهيم (عليه السلام) والآية هي قوله تعالى: (( وَلاَ تَحسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَارُ )) (ابراهيم:42). ودمتم في رعاية الله