Unknowns ( 17 سنة ) - العراق
منذ 6 أشهر

قبول الصلاة والعلاقات المحرمة

السلام عليكم هل تنقبل صلاتي وانا في علاقة محرمة؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، رزقكم الله تعالى الهمة للحفاظ على عفة النفس والشرف، وترك المعاصي. يا مؤمن، لا يجوز إقامة العلاقات المحرمة العاطفية وما شابهها، وفاعلها يستحق عليها دخول جهنم، ولهذه العلاقات آثار كثيرة وكبيرة على الفرد والمجتمع، ومنها: ١- وراثة ست خصال مؤلمة وعظيمة؛ روي عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ـ في وصية النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ـ قال يا عليّ ، في الزنا ست خصال ، ثلاث منها في الدنيا ، وثلاث منها في الآخرة ، فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء ، ويعجل الفناء ، ويقطع الرزق ، وأما التي في الآخرة : فسوء الحساب وسخط الرحمن ، والخلود في النار . ٢- أن يُصاب العبد في أهله بمثل ما أعطى للناس؛ روي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) إن الله أوحى إلى موسى ( عليه السلام ) لا تزنوا فتزني نساؤكم ، ومن وطأ فراش امرئ مسلم وطئ فراشه كما تدين تدان . ٣- يسبب حجب عنه نور رحمة الله تعالى، وغلق لأبواب السماء فلا يُستجاب الدعاء؛ روي عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : أوحى الله إلى موسى ( عليه السلام ) لا تزني فاحجب عنك نور وجهي ، وتغلق أبواب السماوات دون دعائك . ٤- يكون تحت سلطة وسلطان الشيطان يتلاعب به؛ روي عبدالله بن جعفر في ( قرب الاسناد ) عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ان للقلب اذنين ، روح الايمان يساره بالخير ، والشيطان يساره بالشرّ ، فأيّهما ظهر على صاحبه غلبه. قال: وقال إذا زني الرجل خرج منه روح الايمان، قلنا: الروح التي قال الله: ( وأيدهم بروح منه )؟ قال: نعم. ٥- ظهور الفساد وقتل النفس، وتضييع الأنساب، وما شابه ذلك؛ روي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) فيما كتب إليه من جواب مسائله: وحرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل النفس، وذهاب الانساب، وترك التربية للاطفال، وفساد المواريث، وما أشبه ذلك من وجوه الفساد. ٦- الفعل العظيم والكبير الذي يحرم العبد من عناية الله له وبه؛ روي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن بلال، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال: قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ): ألا اخبركم بأكبر الزنا؟ قالوا: بلى، قال: هي امرأة توطئ فراش زوجها فتأتي بولد من غيره فتلزمه زوجها، فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر اليها يوم القيامة ولا يزكيها ولها عذاب أليم. ٧- مشاركة الشيطان في صناعة الذرية المنحرفة المعادية والمبغضة لأهل البيت ولعليّ بن أبي طالب عليه السلام، روي عن عبيد بن زرارة، ( عن عبدالله بن أعين ) قال: سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول: إذا زنى الرجل أدخل الشيطان ذكره فعملا جميعا فكانت النطفة واحدة، وخلق منها الولد، ويكون شرك الشيطان. ومن شرك الشيطان سيكون مثل الدواعش ومن كان مثلهم في البغض والعداء لأهل البيت عليهم السلام، روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي لا يحبك إلا من طابت ولادته، ولا يبغضك إلا من خبثت ولادته، ولا يواليك إلا مؤمن ولا يعاديك إلا كافر. وروي في أمالي الصدوق: عن ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن محمد بن زياد عن إبراهيم بن زياد الكرخي عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: علامات ولد الزنا ثلاث: سوء المحضر والحنين إلى الزنا وبغضنا أهل البيت. وهناك آثار كثيرة للزنا وللفعل الحرام، وكذا لا يخلو عظو من إبن آدم من الزنا، وروي أنه قال النبي صلى الله عليه وآله: النظر سهم مسموم من سهام إبليس، فمن تركها خوفا من الله أعطاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه. وقال: لكل عضو من ابن آدم حظ من الزنا فالعين زناه النظر، و اللسان زناه الكلام والاذنان زناهما السمع واليدان زناهما البطش، والرجلان زناهما المشي، والفرج يصدق ذلك ويكذبه. هذا، ومن الناس من تجده يصلي ومع ذلك تصدر منه مثل هذه الأفعال الشنيعة، فصلاته حتى وإن كانت مجزية ومبرءة للذمة، لكنها لم ترفعه لتقربه من المولى المتعال، لأنها لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصلاة الحقيقية التي تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، ففي تفسير علي بن إبراهيم ثم خاطب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله فقال جل ذكره: أتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال: من لم تنهه الصلاة عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله عز وجل الا بعدا. وفي كتاب التوحيد وقد روى عن الصادق عليه السلام أنه قال: الصلاة حجزة الله وذلك انها تحجز المصلى عن المعاصي ما دام في صلاته، قال الله عز وجل: (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر). وعليه يا مؤمن، التفت إلى نفسك وإياك وأن تبيعها للشيطان ولتخلق منها عدواً لأهل البيت عليهم السلام وعدواً لله تعالى. والحمد لله العلي العظيم.