محمد حبيب - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 نوح (عليه السلام) الأب الثاني للبشرية

تقول روايات ان عمر النبي نوح قد تجاوز الالف وخمسمئة عام وهناك من تقول اكثر فيما نص القران في احدى آياته على ان فترة دعوته الناس الى عبادة الله قد بلغت الفا الا خمسين عاما وما الى ذلك...فيما عزا بعض الرواة الى ان ذلك العمر جاء عبر الاعجاز الالهي والذي ل ايمكن ان يصدق الا عبر ذلك الاعجاز.... ولكن لنسال اولا كم كان عمر النبي نوح اثناء زواجه والروايات لا تتحدث عن ذلك ولكني قرات في كتاب العهد القديم انه تزوج وعمره خمسمئة عام ولكن من يصدق ذلك ولنفرض ذلك جدلا ثم نسال سؤال اخر كم بقى من ولده بعده والروايات تقول ان سام وحام ويافث قد بقوا بعده... والان لنطرح عمر النبي نوح الكلي من عمره اثناء الزواج فسيخرج رقما يفوق الخمسمئة عام إي ان اعمار اولاد النبي نوح ايضا تتجاوز الخمسمائة عام بالقليل وذلك عمر كبير بالنسبة الى واقع الاعمار التي يعيشها الانسان فإذن خرج عمر النبي نوح من نطاق الاعجاز الى المألوف في الوقت الذي تكون عنده اعمار ابناءه حسب المنطق ضرب من الخيال... لذا فان المنطق يقول ان عمر النبي نوح ضرب من الخيال


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه الاستنتاجات مبتنية على تصورات لا تأخذ بعين الاعتبار اختلاف الـحقب التاريخية والظروف الحياتية والبيئية والإمكانات الموهوبة من قبل الله تعالى للأجيال السالفة من بني البشر، فالقرآن الكريم يحدثنا عن أمم وهبها الله تعالى قدرات خاصة كعظم الجثة في قوم عاد (( وَزَادَكُم فِي الخَلقِ بَسطَةً )) (الأعراف:69) وقوة البنية الجسمانية في قوم ثمود (( وَتَنحِتُونَ الجِبَالَ بُيُوتًا )) (الأعراف:74) ... وهكذا جعل الله تعالى نوح عليهم السلام وقومه ذوي أعمار طويلة... فما لا تعقله وتنسبه إلى الخيال قد يكون ناجما من عدم إيمانك بقدرة الله تعالى أو تشكيكك بصدق نبوة محمد صلى الله عليه وآله، حيث تنسب إلى آيات القرأن الكريم الخيال ولعلك تراه بنظرك القاصر كتاب اساطير، وما ذلك إلا لأنك تقيس الامور بمقاييس العصر الراهن، ولا تأخذ بالحسبان اختلاف الحقب التاريخية وتباين ظروف الحياة فيها وما جهز الله تعالى الانسان به من القدرات وعناصر البقاء، ولولا ذلك لانقرض البشر كما انقرضت الكثير من الانواع الحية... ولا ندري ما هو الضير في أن يمد الله تعالى عمر نوح عليه السلام وأبنائه إلى اضعاف عمر الانسان الراهن ما يحملك على اجراء تلك العملية الحسابية لتستنتج منها في المحصلة أن الأعمار التي تتجاوز خمسمائة عام هي ضرب من الخيال؟ نقول لك كلمة أخيرة: لا تقدر عظمة الله تعالى على قدر عقلك، ولا تغفل عن اختلاف الامكانات الحياتية والبيئية في العصور التي سبقتنا بألاف أو بعشرات آلاف السنين. ودمتم في رعاية الله