وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
الظاهر أنّ المراد من الخوف على بيضة الإسلام الخوف من استيصاله وانقطاعه بالمرّة، ولمّا كان يحصل انقطاع كلّ شيء بانقطاع أصله وانصرامه، كأساس الجدار، وأصل الشجر، فأريد بالخوف على بيضة الإسلام الخوف على ما به قوامه وقيامه، فالبيضة هنا إمّا مأخوذ من بيضة الطائر فإنّ أصل الطائر هو البيضة، فإنّه يتولّد منه، فإذا استؤصل البيضة يستأصل الطائر، أو من بيضة الحديد فإنّه يخاف ظاهر الرأس، والرأس في الجسد كالأصل له، فالمراد أنّ الكفّار يريدون انصرام الإسلام بانصرام السلطان الذى هو بمنزلة الرأس لاستلزامه انصرام البدن، وبذلك يظهر مناسبة أخذه من بيضة البلد أيضاً أو يريدون استيصال البيضة،
يعنى ما يتولّد منه الإسلام حتّى لا تولد منه طائره، ولذلك عبّر الفقهاء عنه بالأصل والمجتمع، فإنّ اجتماع أركان الإسلام المسلمين إنّما هو بسلطانهم، فهم يريدون كسر بيضة الحديد من رأس الإسلام لينتفى الرأس فينتفى الإسلام، أو يريدون إهلاك نفس السلطان الذى هو بمنزلة بيضة البلد أو بيضة الطائر كأركان الإسلام لينهدم أركانه فلذلك فسروه بالأصل والمجتمع فإنّ سلطان الإسلام أصل الإسلام مجتمع أركانه.
[مركز الأبحاث العقائدية].
ودمتم موفقين.