سلام عليكم
انا عمري 16 سنه ورحت معهد رياضة لان اني احب الرياضه والدتي كل ما تشوفني تكولي اني ما راضيه عليه لان هيه كانت تريدني ادخل علمي بس هذا مستقبلي هيه يصير الها تتحكم بي وماذا افعل لكلامها علي ودعائها علي بعدم التوفيق وامي معي تقرأ جوابكم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيق المجيب
ابنتي العزيزة، أعلم أن هذا الموقف صعب عليكِ، خاصة أنكِ تواجهين صراعًا بين شغفكِ ورغبات والدتكِ. لكن تذكري دائمًا أنّ العلاقة بينكِ وبين والدتكِ هي علاقة لا يمكن تعويضها، وأن طاعتها واحترامها هو جزء كبير من بر الوالدين الذي يعد من أعظم القيم في الإسلام.
والدتكِ بكل حب ورعاية تسعى دائمًا لتحقيق الأفضل لكِ، وتريدكِ أن تكوني في أفضل مكان ممكن، حتى وإن كانت رؤيتها تختلف عن رؤيتكِ، ومن المهم أن تفهمي أن رغبتها في أن تختاري المسار العلمي هي ناتجة عن حرصها عليكِ وتفكيرها في مستقبلكِ، وأنها قد لا ترى الأمور من زاويتكِ الخاصة.
لكن يمكن أن تكون هذه فرصة لكِ لإظهار النضج والحكمة في التعامل مع رغباتها، وتقدير مشاعرها.
فطاعة الأم في الإسلام ليس فقط أمرًا دينيًا، بل هو أيضًا احترام وتقدير لمكانتها في حياتكِ. قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وَ قَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تَنْهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً" (الإسراء: 23).
ومن خلال هذا الإحسان، تكسبين رضا الله سبحانه وتعالى، وتحققين التوازن بين طموحاتكِ ورغبات والدتكِ.
ويمكنكِ أن تُظهري لوالدتكِ أنكِ تفهمين نواياها الطيبة، وأنكِ ستعملين على تطوير نفسكِ في الرياضة بطرق تراعي مصلحتكِ من جهة، ورغبات والدتكِ من جهة أخرى. حاولي أن تقدمي لها خيارات بديلة، مثل ممارسة الرياضة في البيت أو الانضمام إلى برنامج رياضي يمكن أن يكون ضمن وقتكِ الدراسي، ليتم التوفيق بين الشغف بالرياضة والاهتمام بالتعليم الذي يهمها.
إذا كنتِ تجدين صعوبة في الحديث معها، فحاولي أن تكتبي لها رسالة أو تفكري في كلمات تُعبّرين فيها عن حبكِ واحترامكِ لها. وضحي لها أنكِ لا تبتعدين عن نصائحها، بل تسعين لأن تكوني أفضل في كل المجالات، بما في ذلك الرياضة والتعليم، وأنكِ بحاجة لدعمها ومساندتها.
الإسلام يعلمنا أنّ الحياة مليئة بالتحديات، ومنها احترام الوالدين والتفاهم معهم. وبذلك، إن أظهرتِ احترامكِ لوالدتكِ وإصراركِ على إرضائها دون أن تتخلّي عن حلمكِ، ستكونين قد جمعتِ بين رضا الله ورضا والدتكِ، وهو التوازن الذي يمكن أن يساعدك في النجاح والارتقاء.
أسأل الله أن يسهل لكِ الأمور ويوفقكِ في مسعاكِ، وأن يبارك فيكِ وفي مستقبلكِ.
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.