النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق أجمعين
أقول: أولاً: هل القضاء على ظاهرة عدم الزواج بزوجات الأدعياء أو بالأصح بمُطلّقات الأدعياء لا يكون إلا من خلال انتزاع الزوجة منه بهذه الصورة البشعة؟ ألا يستطيع أن يُنزل الله حُكماً خطابيّاً قرآنيّاً في ذلك دون الحاجة إلى تطبيق عملي يُثير الريبة؟ بعبارة أُخرى: هل توقّف إبطال هذا الحُكم على نزع زوجة الرجل منه؟ (حبكت يعني)!!! لأن البعض يقول أنه انتزعها منه لشهوة جنسيّة مُستدلّاً ببعض الروايات التي تحكي القصّة, ويقول هذا البعض أن القضيّة لم تكن قضيّة إنشاء حُكم شرعي (إبطال حُكم عدم التزوّج بمُطلقات الأدعياء), بل كانت القضيّة أن مُحمداً أُعجِب بهذه المرأة وأرادها له, ولكنه كان مُحرجاً من التصريح بذلك, فاصطنع هذه القصّة للتغطية على هذه الحقيقة ونسبها إلى الله ليظهر بالمظهر الحسن. إذ لو كانت القضيّة هي إنشاء حُكم شرعي, فيُكتفى بنزول آية تُصرّح بذلك دون الحاجة إلى التطبيق العملي بالزواج منها, فدل ذلك أن القضيّة كانت قضيّة جنسيّة بحتة, وهذا مطعن قوي جداً ينسف أصل النبوّة والإسلام, إذ يصوّر النبي (ص), بأنه شخص شهواني استقلالي يقوم بتأليف الآيات القرآنية اتباعاً لشهواته, أو يصوّر أن الله يتبع شهوات النبي (ص) بحيث يرضيه على حساب مصالح الغير, فهم يصوّرون الله أنه يُدمّر الحياة الزوجيّة لزيد بن حارثة إرضاءاً لرغبات النبي (ص) الجنسيّة, ورب مثل هذا لا يكون رباً. فيلزمكم حسب هذا التفسير أحد أمرين: أ- إما أن يكون النبي (ص) ليس نبيّاً يقوم بتأليف كتاب يوافق أهوائه الجنسيّة وينسبه إلى الله كذباً. ب- أو يكون الله ظالماً يُدمّر الحياة الزوجيّة لرجل إرضاءاً لشخص آخر, والرب الظالم ليس رباً, وبالتالي نبيّه ليس نبيّاً. وبكلا الحالتين يبطل الدين الإسلامي, ففي الحالة الأولى تبطل النبّوة, وفي الحالة الثانيّة تبطل الربوبيّة والنبوّة معاً. ثانياً: طيّب لماذا أعرض زيد بن حارثة عن زوجته؟ ألستم تروون أنه أعرض عنها إرضاءاً للنبي (ص)؟! معنى ذلك أن شهوة وإعجاب النبي (ص) بزوجة زيد جعل زيداً يرغب عن زوجته, وبهذا يكون النبير(ص) سبباً في تدمير الحياة الزوجيّة لرجل مسكين ذنبه الوحيد أنه كان مُحباً للنبي (ص) ومُصدقاً لنبوّته! واللوم ههُنا لا يرجع للنبي (ص) وحده, بل يرجع إلى زيد الذي سكت عن مُحمّد الذي تغزّل بزوجته وأُعجب فيها حسب رواياتكم, فلو كان لهذا الرجل (زيد) ذرة غيرة لما سكت عنه, بل إن أي شخص شريف يحصل معه هذا الموقف سوف يقوم ببغض هذا الرجل والتشهير به وسيقوم بدعوة الناس إلى إبطال نبوّته. فتخيّل أن يأتي رجل يدّعي أنه نبيّ من الله ويدّعي الشرف والغيرة والعِفة والتقوى يتغزّل بزوجتك ويُعجب فيها ويبلغك هذا الأمر الخطير, فأوّل ما يخطر ببالك أن هذا الرجل ليس نبيّاً لأنه لم يراعِ العِفة والتقوى والأخلاق. نستطيع أن نقول أن النبي (ص) [حسب هذا التصّور] أول من سن في الإسلام سُنة (المُعاكسات = المغازل) حسب رواياتكم المخزية! ثالثاً: ثم تقولون أن النبي (ص) (الشريف العفيف طبعاً) قال لزيد اتق الله وأمسك عليك زوجك! طيّب. لماذا لا يُقال للنبي (ص) نفسه (اتق الله ولا تُعاكس ولا تُغازل زوجات الآخرين)؟! ثم إن النبي (ص) ههُنا يتظاهر بالطيبة والعِفة, فهو من داخله (حسب القرآن) مُعجب بزينب, ولكنه يتظاهر بالطيبة والعِفة. إذن قضيّة (أمسك عليك زوجك) هي عبارة عن تصنّع للأخلاق, إذ لو قبِل النبي (ص) طلاقه زيد لزوجته فوراً لظهر بمظهر سيئ يصوّره بأنه شخص اسقلالي متلهّف على الزواج من زوجة زيد ! رابعاً: نعم لا غضاضة بالزواج من مُطلقة, ولكن الغضاضة أن يحصل انتزاع لهذه المُطلقة من زوجها ثم الزواج منها كما حصل في قصة زواج النبي (ص) من طليقة زيد بن حارثة, بل ما يزيد الأمر سواءاً المُغازلة التي قام بها النبي (ص) لإمرأة أجنبيّة وعدم غضه لبصره! نعم هذه هي الغضاضة. خامساً: لأكن صريحاً معك, هذه القصص شككتنا بأصل النبوّة والإسلام, ولا يُمكن إنكارها لثبوت أصلها في القرآن المُدّعى تواتره وقطعيّة صدوره والمُدعّم بعِدة روايات تفسيريّة صحيحة عند المؤالف والمُخالف, فلا يوجد عاقل يقبل أن يصوّر نبيّه بهذا الشكل, ولست وحدنا من نقول ذلك, بل اعترف أكابر عُلمائنا بذلك, وبما أننا من الشيعة سنورد ما قاله السيد المُرتضى (المحسوب علينا) بهذا الخصوص. قال السيّد المُرتضى في كتابه تنزيه الأنبياء ما نصّه عند تعليقه على بعض الروايات الحاكية لقصة زواج النبي (ص) من زينب بنت جحش: [لم نُنكر ما وردت به هذه الرواية الخبيثة من جهة أن فعل الشهوة يتعلق بفعل العباد وأنها معصية قبيحة, بل من جهة أن عشق الأنبياء عليهم السلام لمن ليس يحل لهم من النساء منفر عنهم وحاط من مرتبتهم ومنزلتهم, وهذا مما لا شبهة فيه, وليس كل شئ يجب أن يجتنبه الأنبياء صلى الله عليه وآله مقصورا على أفعالهم . ألا ترى أن الله تعالى قد جنبهم الفظاظة والغلظة والعجلة, وكل ذلك ليس من فعلهم, وأوجبنا أيضا أن يجتنبوا الأمراض المنفرة والخلق المشينة كالجذام والبرص وتفاوت الصور وأضطرابها, وكل ذلك ليس من مقدورهم ولا فعلهم . وكيف يذهب على عاقل أن عشق الرجل زوجة غيره منفر عنه معدود في جملة معائبه ومثالبه, ونحن نعلم أنه لو عرف بهذه الحال بعض الأمناء والشهود لكان ذلك قادحا في عدالته وخافضا في منزلته, وما يؤثر في منزلة أحدنا أولى من أن يؤثر في منازل من طهره الله وعصمه وأكمله وأعلى منزلته . وهذا بين لمن تدبره .]. راجع ص158. قلت: هنا يعترف المُرتضى أن فعل النبي (ص) على ما تصوّره الروايات التي وصفها أنها (خبيثة): أولاً: مُنفّر. ثانيّاً: حاط من مرتبته ومنزلته. ثالثاً: معدود في جُملة معائبه ومثالبه. رابعاً: قادحٌ في عدالته وخافضٌ من منزلته. ومن كانت هذه صفاته فليس بنبي! وأخيراً, نتمنى منكم الإجابة على هذه الانتقادات والإشكالات بدون عاطفة وخلفيّات مُسبقة.
الأخ أبا محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن اعداء الاسلام وأعداء النبي صلى الله عليه وآله الذين نقلت قولهم أو تبنيته يبحثون عن الذرائع ليلصقوا المعائب والقبائح بالدين الاسلامي وبنبيه الكريم صلى الله عليه وآله، فدأب هؤلاء وديدنهم هو الإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله بتتبع بعض الروايات والاخبار التي يفسرونها طبقا لأهوائهم وتبعا لنفوسهم المريضة الملئية بالأحقاد على اسلام ونبيه العظيم وعلى القرآن الكريم الذي فضح أفعالهم وأنكر تصرفاتهم الخرقاء مع أنبياء بني إسرائيل وقتلهم لهم ومحاربتهم للحق وتزويرهم للكتب السماوية وتلاعبهم بتراث الأولياء والصالحين حتى نسبوا إلى عيسى عليه السلام انه متولد من رجل وافتروا على مريم بهتنانا عظيما