السلام عليكم
عندي ذنب وكل ما احاول اتركه ما ادري شلون ارجع اسويه عقلي ما ادري وين يروح ما احس على روحي الگه روحي بنص الذنب دعيت رب العالمين مرات هواي بس ماكو استجابه للدعاء وبعدين رحت لزيارة كربلاء المقدسة وهم دعيت في حرم الامام الحسين و الامام العباس عليهم السلام ايضا ماكو استجابه بديت اكره نفسي واگول الله اذا خالقني حطب لجهنم المن خلقني ومن هذا الكلام رغم اني ملتزمه بصلاتي و ما اسمع اغاني ليش ربي يكرهني ومايستجاب دعائي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، أعانك الله على نفسك بما يعين به الصالحين على أنفسهم. إنّ أهمّ أمر في قضيّتكِ هو أن لا يحصل في نفسكِ اليأس من ترك الذنب، فهذا اليأس أعظم من الذنب نفسه.
قال تعالى في كتابه العزيز في سورة يوسف: ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (٨٧﴾.
وقال في آية أخرى في سورة الزمر: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣)﴾.
ومن الضروري التوجّه إلى الله تعالى، والتضرّع إليه، والتشفع بأحب خلقه إليه، محمد وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين) فهو سبحانه الذي القادر على كل شيء، وهم (صلوات الله عليهم) وسائط فيضه.
ولكن مع هذا يلزم أن تتوفّر الإرادة الحقيقية على ترك الذنب، وآية تلك الإرادة، هو أنّ المرء لا يترك سبيلاً إلّا سلكه من أجل تحقيق ما يريد، فإذا فشل من طريق حاول من طريق آخر، وتراه يتحرّى أنجع السُّبُل في الوصول إلى مراده، فإذا امتلك تلك الإرادة فهو حتماً سيصل، وقد تكفّل الباري بالمعونة في تلك الحالة، قال عزَّ من قائل في سورة العنكبوت؛ ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (٦٩)﴾.
ابنتي، كلما وقعت في الذنب، عودي إلى التوبة، فإنّ باب التوبة مفتوح دائماً، لا يُغلق بحال، ويبقى ما دام العمر، نعم إذا ظهرت أمارات الموت وعلاماته يُغلق هذا الباب، قال سبحانه في سورة النساء: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٧) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (١٨)﴾.
ولكن يلزم المبادرة إلى التوبة، وعدم تأجيلها، لأنّ المرء لا يعلم أجله، فقد يدركه الموت وهو مقيم على ذنبه، ولأن للذنوب آثار سيئة على القلوب، فقد تؤدّي مع استمرار المرء عليها إلى سلب الإيمان من قلبه، والتكذيب بآيات الله تعالى، قال سبحانه في سورة الروم: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (١٠)﴾.
هذا ودمتم في رعاية الله وحفظه.