logo-img
السیاسات و الشروط
( 17 سنة ) - العراق
منذ 8 أشهر

الظلم والعدالة في الحياة

سلام عليكم لماذا الله يحب الأشخاص الظالمين ويعطيهم كل شيء؟ ولماذا يكره المظلوم ولا يساعده؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، هذا مفهوم خاطئ في الجملة، وإليك الدليل: ١- إن الله تعالى لا يحبّ الظالمين، وقد أخبر عن ذلك في كتابه، قال تعالى في سورة آل عمران: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّـهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠)} وهنا تصريح واضح والله تعالى أصدق القائلين. ٢- إن الله خلق الدنيا ليبتلي الإنسان ويختبره، وجعله مختاراً في الدنيا، ولولا الاختيار لما صحّ الابتلاء والاختبار، فمن يختار طريق الشر لا يمنعه الله تعالى بالإجبار، لأن ذلك يسلب عنه الاختيار الذي بُني عالم الدنيا على أساسه، وليست الدنيا دار الجزاء كي يمنعه عن ظلمه في الدنيا، وإن كان الله تعالى قد يمنع بعض الاحيان من ظلم الظالمين، لكن هذا ليست هي السنة الدائمة لله تعالى في عباده، وجزاء الظالمين العادل سيكون في الآخرة، قال تعالى في سورة ابراهيم: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (٤٢)}، فمن يؤمن بيوم القيامة لا يخفى عليه عدل الله بين الظالم والمظلوم. ٣- إن الله تعالى سينتصف للمظلوم من الظالم يوم القيامة، وسيعوض المظلوم عن كل مظلومية أصابته في عالم الدنيا، حتى يرضى المظلوم عن عوض ذلك الظلم الذي أصابه. والروايات في ذلك كثيرة. ٤- إن الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) قد عاشوا قسطاً من حياتهم مظلومين، وبعضهم قتل ظلماً في سبيل الله، فهل إن الله تعالى لا يحب أنبياءه ورسله والأئمة؟! ومع ذلك لا نجد من الأنبياء والأئمة إلا التسليم لأمر الله والرجوع إليه والتصديق بعدله وجزائه وحكمته في اختبار عباده الصالحين، ومنه يعلم أن ما ينشأ في نفوس الناس من سوء الظن بالله تعالى في إمهاله الظالمين هو بسبب عدم إيمانهم الحقيقي بالله تعالى واليوم الآخر. ودمتم موفقين.