محمود
منذ 4 سنوات

 النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أفضل الخلق على الاطلاق

كيف نوفق بين كلامكم هذا وبين أن دعاء النبي مستجاب حتما ؟ ان دأب النبي (صلى الله عليه وآله) أن يسعى لما فيه صلاح أمته وهدايتهم فهو يبذل لهم النصح والموعظة الحسنة ومن ثمّ يدعو لهم بالهداية راجياً أن يهتدوا وأن لا يضلوا وهذا من خلقه الكريم فهو يأمل أن يهتدي بعضهم إلى الحق لذا فقوله : اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ، لا يعني أن الله قد غفر لهم فقد بقوا على كفرهم وضلالهم ، بل أراد أن يترفع الدعاء عليهم وإصابتهم بالسوء فلعلهم يرجعون ، حتى أن الله تعالى مدحه على كريم أدبه وحسن خلقه فقال: (( وإنك لعلى خلقف عظيم )) وهذا أدب الأنبياء ، كذلك فإن إبراهيم حاول هداية قومه وأن لا يصيبهم السوء وكان يحلم عنهم حتى وصفه الله تعالى: (( أن إبراهيم لأواه حليم )) فهو يتأسف على قومه لما سيصيبهم من سوء بسبب جهلهم وغيهم ، هذا هو خلق الأنبياء وقد مثّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أروع أدبهم وكريم أخلاقهم وأمل في هداية قومه إلقاءً للحجة عليهم ، وهذا لا يعني أنهم سوف يهتدون فعلاً بل فيهم من بقي على كفره ومنهم من زاغ إلى النفاق والضلال.أما دعاءه لأهل عمان فلا نعلم مصدر ذلك وإن صح فإن نفس الكلام يأتي في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتنزه عن الدعاء على قومه ويدأب في صلاحهم . كلامكم جميل و لكن كيف نوفق بين هذا وبين أن دعاء النبي مستجاب حتما ؟


الأخ محمود المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) مستجاب حتماً , والتوفيق يكون بأن المراد ليس جميع القوم أو جميع أهل عمان , بل ما يصدق أن يسمى قوماً , فان الكلام تارة يراد منه الجميع وأخرى يراد المجموع , والفرق بينهما أن في الأول لا يتحقق إلا بشموله لجميع الأفراد وفي الثاني يتحقق ببعضهم مما يصدق عليه اسم القوم أو جماعة من أهل عمان . ويمكن أن يقال : بان كل فرد يحب الخير والهداية لجميع البشرية , فكيف برسول الله (صلى الله عليه وآله) فانه قطعاً يحب الهداية للجميع , وهذا الحب ظهر على صيغة الدعاء , فليس المراد منه الطلب الحقيقي , بل المراد منه إظهار هذا الحب لجيمع البشرية . ودمتم في رعاية الله