logo-img
السیاسات و الشروط
حسين الهاشمي ( 15 سنة ) - المملكة المتحدة
منذ 8 أشهر

كيفية الاقتراب من الله بإخلاص تام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1 اريد اعرف كيف الاخلاص لله وحدة بالعبادات و بجميع اعمالي وبدون رياء لأني اريد ان احاول ان اكون مخلص و لكن قلبي يقول لي انت لا تفعل ذلك لله بالتفعلة لأمور دنيوية ونيتي ليس كما اريد هل بسبب الذنوب و المعاصي او لا اعلم لأني حقاً سأمت اريد ان اكون بقرب الله سبحانه 2هاذا السؤال مرتبط بالسؤال الاول اريد ان اكون ولي من اولياء الله اكون بقرب الله سبحانه ولكن نفس ما قلت قلبي يقول لي انت تريد ان تصبح هكذا لأن تريد تصبح مثل فلان وتأخذ شهره و نيتي ليست خالصة اريد حل


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، إنّ شعورك هذا في حد ذاته كاشف عن أن لديك درجة من الإخلاص في أعمال، فلا تعطِ للشك في صحة أعمالك مجالاً، فإنّه يُفسد عليك عبادتك، والعبادة لله وإن كانت لتحقيق أغراض دنيوية فهي عبادة، وصحيحة إن شاء الله. نعم، لو جاء المكلف بالعمل ليس خالصاً لوجه الله، بل كان تزلّفاً للناس وتقرّباً إليهم، فسيكون العمل رياءً، وسيقع باطلاً، والمرائي مستحق للعقاب. وعلاج الرياء مذكور في كتب الأخلاق، ولو بحثت في هذا التطبيق لوجدت ما ينفعك. أمّا عن الذنوب، والمعاصي، فهي من شأنها أن تُحدِث تاثيراً كبيراً، وتغييراً على عبادة الإنسان، فقد تزول بعض الجوانب الروحانيّة بسببها، وهذا لأنّ قلب الإنسان يغطيه رين وسواد، يضعف معه إدراكه للمعاني الروحية، قال تعالى في كتابه العزيز: (كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (المطففين آية 14). و عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء فان تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا. ولذلك، فإن الاستمرار على الذنوب قد يوصل المرء إلى نقطة اللاعودة، فلا يستطيع التوبة، فهو بدل أن يتوب إلى الله تعالى، سيكذب آيات الله سبحانه، قال عزّ من قائل: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) (الروم آية 10). والطريق الوحيد، والحصري، الذي يمكن أن يُنقذ الإنسان من هذا التدهور والتسافل هو التوبة إلى الله تعالى، فهي الضامن الوحيد، قال تعالى في كتابه المجيد: (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39]. أمّا عن السؤال الثاني، وهو كيف يصبح المرء من أولياء الله، فهذه بحسب ظاهر النصوص الدينية درجة أعلى، من الإيمان والعمل، لكنها لا مانع أن ينالها المرء المؤمن، فهي بحسب الظاهر مُتاحة لمن يريد، ولكن بشرطها وشروطها، وإليك بعض النصوص التي ذكرت مواصفاتهم: - عن الإمام علي (عليه السلام): إن أولياء الله لأكثر الناس له ذكرا، وأدومهم له شكرا، وأعظمهم على بلائه صبرا. - عنه (عليه السلام): إن أولياء الله تعالى كل مستقرب أجله، مكذب أمله، كثير عمله، قليل زلله. - الإمام الصادق (عليه السلام): إن أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم (عليه السلام). - الإمام علي (عليه السلام) - لما قرأ: * (إن أولياء الله لا خوف عليهم ... المزید) * -: تدرون من أولياء الله؟ قالوا: من هم يا أمير المؤمنين؟ فقال: هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا، وطوبى لهم أفضل من طوبى لنا، قال: يا أمير المؤمنين! ما شأن طوبى لهم أفضل من طوبى لنا؟ ألسنا نحن وهم على أمر؟! قال: لا، لأنهم حملوا ما لم تحملوا عليه، وأطاقوا ما لم تطيقوا. - الإمام الباقر (عليه السلام): وجدنا في كتاب علي ابن الحسين (عليهما السلام) * (ألا إن أولياء الله...) * إذا أدوا فرائض الله، وأخذوا سنن رسول الله، وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا. - الإمام الصادق (عليه السلام): يا أبا بصير! طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون. - عنه (صلى الله عليه وآله): من عرف الله وعظمه، منع فاه من الكلام، وبطنه من الطعام، وعفى نفسه بالصيام والقيام. قالوا: بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله؟ قال: إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب. - الإمام علي (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى... أخفى وليه في عباده، فلا تستصغرن عبدا من عبيد الله، فربما يكون وليه وأنت لاتعلم.(١) —————————————— (١) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٣٦٩٩، وجميع النصوص المتقدمة أُخذت من المصدر نفسه.