( 24 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تبارك الله احسن الخالقين هل هذا شرك؟

السلام عليكم يقول بعض الماديين ان القران يحتوي تناقضات عديدة منها ان الله واحد أحد ليس له شريك وقد ذكر ذلك في ايات عديدة منها "هو الله لا إله إلا هو" لكن في اية اخرى يقول "تبارك الله احسن الخالقين" هل يعني ذلك وجود خالق اخر غير الله؟ ولا يمكن أن نطلق وصف الخالق على الإنسان لأن الخلق يستلزم ايجاد شيء من العدم والانسان يصنع الأشياء من مواد موجودة مسبقا في الطبيعة فمن هم الخالقين إذاً؟ 2 _ ان الله أعطى للانسان حرية الاختيار كما في الآية "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وفي ايات اخرى نجد انه غير مخير وانما الله هو من يختار له كما في الآية "وما كان لنفس ان تؤمن إلا بإذن الله" والاية "افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فأن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء..." كيف ارد على هذه الشبهات؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب س١ اولا: (الخلق بشكل عام يعني: الإيجاد، وهو بهذا اللحاظ لا يمنع من تعدّد الخالقين، كما جاء في قوله تعالى حكاية عن عيسى(عليه السلام): (( أَنِّي أَخلُقُ لَكُم مِنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيراً بِإِذنِ اللَّهِ وَأُبرِئُ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ وَأُحيِي المَوتَى بِإِذنِ اللَّهِ ))(آل عمران:49)، فالنبي عيسى يعبر عن نفسه (اخلق) فهل يعني انه اشرك لان الخلق لا يكون الا لله وأيضاً ورد قوله تعالى: (( إِنَّمَا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوثَاناً وَتَخلُقُونَ إِفكاً ))(العنكبوت:17). فالخلق بمعنى: الإيجاد، يصدق عليه تعالى وعلى غيره، كما تقدّم ذكره في الآيات الكريمة، ولكن الخلق بمعنى: الإيجاد من عدم وبالقدرة الذاتية، فلا يصدق إلاّ عليه سبحانه؛ قال تعالى: (( أَلا يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ )) (الملك:14) )(انتهى بتصرف جواب مركز الابحاث العقائدية بتصرف) ثانيا : ( إنّ كلمة "الخالق" مشتقّة من "الخلق" وتعني بالأصل التقدير حيث تطلق هذه الكلمة عندما يراد تقطيع قطعة من الجلد فينبغي على الشخص أن يقيس أبعاد القطعة المطلوبة ثمّ يقطعها، فيستخدم لفظ "الخلق" بمعنى التقدير، لأهميّة تقدير أبعاد الشيء، قبل قطعه. فيكون معنى احسن الخالقين اي احسن المقدرين والاية كانت تتكلم عن خلق الانسان ومراحل تقدير الله له وكيف انه يقدره بدقة فالله تعالى هو احسن من ياتي بهذه الامور وتنظيم مقدارها ومما هو واضح ان هذا المعنى اي الخلق بمعنى التقدير يمكن ان يكون من الانسان ايضا. ثالثا: كلمة "الخلق" تطلق ويراد منها الصنع، ويصحّ اطلاق الصنع بالنسبة لغير الله تعالى وهو شيء واضه والله تعالى هو خير الصانعين. ويكون معنى ان الله احسن الخالقين على هذه المعاني الثلاثة انه يوجد ويقدر ويصنع لا من شيء ولذا كان هو الاحسن من كل من يوجد او يصنع الاشياء فالانسان يصنع لكنه يصنع من موجود وبلاشك صنع الله احسن من كل صنع وايجاده احسن من كل ايجاد وكذا تقديراته تعالى. رابعا: يمكن ان يكون احسن الخالقين تنزلا مع المشركين الذين يعتقدون بان آلهتهم تخلق ايضا فذكر انه تبارك الله احسن الخالقين فان آلهتهم لاتخلق كخلق الله تعالى وهي عاجزة عما يبدعه الله تعالى في خلقه. خامسا: ان آيات التوحيد التي تثبت ان الله واحد احد لا شريك له خي آيات محكمة وهذه الاية (احسن الخالقين) ليست محكمة فيمكن حملها على المحكم باي وجه من الوجوه المقبولة لغة كما تقدمت بعض الوجوه وهذا الامر سيال في كل اية محكمة ومتشابهة فمثلا قوله تعالى ((قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ))(سورة ص، آية 75) فظاهر الاية الشريفة يدل ان لله يد خلق بها ادم وهذا المعنى لا يمكن قبوله بحال فانه يصدم مع المحكم القراني وهو قوله تعالى ((…لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ…))(سورة الشورى، آية 11) فذا كانت له يد كان مثله شيء فلابد من حمل اليد على شيء اخر غير اليد المادية بان نحملها على القوة وهو استعمال متداول تقول (فلان يضرب بيد من حديد) فليس يعني له يد حديد بل المراد يضرب بقوة. سادسا: القضية تكون معكوسة اي ان التعبير القراني يثبت ان هناك خالقين ليسوا آلهة وذلك اننا نعتقد بالدليل العقلي القطعي بان الله تعالى هو واحد احد لا شريك له فاذا وجدنا تعبيرا ولو في القران الكريم خلاف هذه الحقيقة فلابد من حمله على معنى لا يصدم مع هذه الحقيقة العقلية التي لا يمكن ان نرفع اليد عنها وعليه فلابد من حمل عبارة (احسن الخالقين) على ان الخلق لا ينحصر بالله تعالى وان عبارة الخلق بالامكان اطلاقها على غير الله تعالى نعم كل من يطلق عليه الخلق لا يصل إلى خلق الله تعالى فان الله فوق الجميع وهو احسن الخالقين. اما السؤال الثاني فيرجى ارساله برسالة مستقلة حتى نستوفي البحث فيه ولا يكون الجواب طويلا يبعث الملل على القارئ وشكرا لكم. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

2