قيمة الشخص بعيداً عن التفوق
السلام عليكم انا شاطر بالدراسه ومتفوق.. واخواني واخواتي ليس مثلي متفوقين ..وتاتيني افكار بأن شنو قيمه الشخص بلا الشطارة و عدم التفوق في الدراسه وأشعر بالحقد والكراهية تجاههم فكيف أكدر اعيش بدون التفوق الدراسي بسلام وأمان كخواني واقول بأن الله يكره عدم المتفوق ويبغضه وما يحبه ... اثيبونا اثابكم الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز، رزقكم الله التواضع وعدم التعالي والتكبر على الغير، ومعرفة قيمتك عند الله تعالى. يا مؤمن، مدح الله تعالى العقل والدين، والذي يكون متفوقاً في درسه، وليس بمتفوق في دينه، أو ليس لديه عقل قبال التعامل مع مغريات الدنيا وما يمكن أن يقع فيه من المعاصي فهذا ليس بشيء، والقرآن مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أخلاقه ولم يذكره بعلمه بآنه صاحب علمٍ عظيم، كلا، بل قال له: وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [ القلم: 4]، فليس المقياس كما تقول على كم تملك من المعلومات، وكم مرحلة دراسية عبرت، بل المدار على وجود الخلق الإنساني والإلهي. يا عبد الله، لو كنت كما تقول متفوقاً في شيء، فهل تفوقت على جميع الناس في كلّ شيء، قطعاً لا، بل هناك من هو أعلى منكم درجةً وعلماً وموقعاً، لأنه: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )، ( يوسف 76)، ولو نظرت إلى خطابكم وما سطرتم من كلمات لوجدتم فيه بعض الأخطاء، وأنتم مع ذلك تدعون التفوق، ومن تلك الأخطاء: أنتم لم تسلموا قبل ذكركم للسؤال، بل كتبنا السلام في سؤالكم، وهذا خطأ، لأن السلام قبل الكلام، وثانياً من قال لكم المدار على التفوق في القرب من الله وأن يكون محبوباً عند الله تعالى، بل المدار هو على أن يكون الإنسان عبداً لله تعالى لا يخالفه في كل ما يريد، وثالثاً ذكرتم أنه يكون في قلبكم الحقد لمن لم يكن متفوقاً والحال أنّ المؤمن ليس بحقود!!!! فكيف تحقد على أخوتك. ورابعاً ذكرتم اثيبونا، وهذه لا مورد لها هنا، بل ولا معنى، لأنها ليست أفيدونا وليست أجيبونا!!؟ وعليه يا نور عيني، لا تغتر بقدرتك ونشاطك وبروز إله الأنا في نفسك، فكل نعمة فيك هي من الله تعالى، يقول تعالى: ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) (النحل 53)، فلو سلب الله عنكم نعمة التوجه للمطلب لصرت لا تفهم أوضح الواضحات وأشد البديهيات، فكن على حذر يا ولدي، ولا تغتر، فالمغرور نصيبه إلى الشيطان ويكون منه. وهنا ينبغي الانتباه إلى: ١- جميع النعم من الله تعالى، وهي تحتاج إلى شكره ولا يتبجح العبد بها. ٢- التواضع وعدم التكبر خصوصاً مع وفرة النعم، وأن يضعها العبد في موضعها المناسب. ٣- عدم الحقد على من لم يملك شيئاً من تلك النعم، لأن الذي أعطى قادر على سلبها. ٤- الحذر من إله الأنا فالشيطان قال أنا، وأسقطته من أعلى الدرجات. ٥- يلزمكم أن تكون متفوقاً في تهذيب النفس وتطهيرها من المعاصي والكبر والرياء والحقد، وتلتزم بصلاتك، وأن تعرف ما يجب عليك وتقوم به على أحسن وجه. والحمد لله ذو الجلال والإكرام.