شخصية الأصهب ومعناها
من هو الأصهب؟ ومن هو الابقع؟
الذي يظهر من الروايات انهما شخص واحد، و موطنه الشام. وما من هو؟ فعن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «يا بريد اتَّقِ جمع الأصهب»، قلت: وما الأصهب؟ قال: «الأبقع»، قلت: وما الأبقع؟ قال: «الأبرص، واتَّق السفياني واتَّقِ الشريدين من ولد فلان يأتيان مكة، يقسّمان بها الأموال، يتشبّهان بالقائم (عليه السلام)، واتَّقِ الشذّاذ من آل محمد»بحار الأنوار: ٥/٢٦٩؛ ينظر: الإرشاد: ٢/٣٧٢. جاء في شرح إحقاق الحق - الهامش - قال كعب الأحبار: أوّل من يخرج ويغلب على البلاد الأصهب، يخرج من بلاد الجزيرة ثمّ يخرج من بعده.شرح إحقاق الحق: ٢٩/٢٩٢، أقول: والشذاذ من آل محمد، قيل هم الزيدية ونسبتهم إلى آل محمد لأنّهم من نسل فاطمة (عليها السلام). أقول: والأصهب اسم للأسد، وقيل الأصفر الوجه، وفي الصحاح: الشقرة في شعر الرأس.الصحاح للجوهري: ج١، ص١١٦. تؤكد الروايات من الطرفين أنّ الشام - في عصر ما قبل الظهور - مركز لحركات مناوئة لأهل البيت (عليهم السلام)، وفيها تخرج رايات ثلاثة وكلّها منحرفة متمرّدة، أصحابها طغاة، همّهم الرئاسة ولو بسفك الدماء المحرمة وهتك الأعراض، والتعدّي على ذوي النفوس الأبيّة. ما جاء في الأصهب في مصادر العامة: روى ابن حماد في الفتن بإسناده عن كعب، قال: (إذا دارت رحا بني العباس وربط أصحاب الرايات السود خيولهم بزيتون الشام، ويهلك الله بهم الأصهب ويقتله وعامة أهل بيته على أيديهم حتماً لا يبقى أموي منهم إلّا هرب أو مختفي، وتسقط الشعبتان بنو جعفر وبنو العباس، ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق، ويخرج البربر إلى سرة الشام، فهو علامة خروج المهدي).الفتن، نعيم بن حماد: ص٨٤. وقوله: (ويهلك الله بهم الأصهب)، لعل المراد بها أن الله تعالى يهلك الأصهب بهؤلاء لقوله: (يهلك بهم) فمتعلق الإهلاك بهؤلاء هو الأصهب بقرينة ما بعدها. كما يفهم من هذه الرواية أن هناك صراعاً دموياً بين ثلاث أُسَر: أُسرة بني العباس وبني جعفر وبني أُمية، وكلها خاسرة لأنّها راية ضلال. راية عبد الله: عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: «من يضمن لي موت عبد الله أضمن له [خروج] القائم»، ثمّ قال: «إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام»، فقلت: يطول ذلك؟ قال: «كلا».