التعامل مع زميلات المدرسة المتنمرات

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي العزيزة، وفقكم للخير والعمل به، والصبر على مصائب الدنيا ونوائب الدهر. يا مؤمنة، لعل السبب الكبير في العداء بين الناس بعضه يرجع إلى الحسد، والبعض الآخر يرجع إلى الإختلاف في الميول النفسية والأهواء الشخصية، ولعل غير ذلك من الأسباب. وما وقعتم فيه من تنمر الصديقات هو لمِا يحمل الطرف الآخر في نفسه من شدٍّ عصبي وموقفٍ تجاهكم، فإما يراكم تتفوقون عليه، أو لموقفٍ سابق كان لكم معهم بالضد، وهم صاروا يردون الكيد والدين إليكم، ولعل الترك لهم كأنكم صنّفتموهم في صنف الأشرار، وهذا أثار حفيظتهم وعدائهم لكم. وعليه، يا ريحانة أبويها، ورد عن المعصومين عليهم السلام قولهم أردد شر أخاك بالإحسان إليه، فيمكنكم أن تحسنوا إليهم بالقول لتتجنبوا شرهم، ولا تُعادوهم، ولا تصنعوا منهم أعداءً لكم، ولو كان لكم ردٌ فليكن ردكم عقلياً وجيداً ولا يُثير فيهم السخط والحقد. وكذا تنفعكم في ذلك تحسين العلاقة مع من ترون فيه الخير والصلاح وما شابه ذلك، حتى تكون عوناً لكم في الدفاع عنكم. ومع ذلك تجنبوا التصادم معهم، واتركوهم من دون إن تردوا عليهم وكأنهم غير موجودين، حتى تنصهر عداوتهم وتتحول إلى محبة وحسن تعامل منهم وسلوك لائقٍ بكم. والحمد لله خير ناصرٍ ومعين.