logo-img
السیاسات و الشروط
( 20 سنة ) - العراق
منذ سنة

وجود السيارات والخيول في الجنة للنساء

السلام عليكم في الدنيا توجد خيول و سيارات وكل شي من ناحيه المركبات فهل في الجنة توجد سيارات و خيول وهل يحق للنساء ركوبهن


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ابنتي الكريمة، كلنَّا يبحث عن السعادة، ولكن لا توجد سعادة كاملة في الدنيا، فالدنيا زائلة، والسعادة الحقيقية في الجنَّة ونعيمها، والجنَّة دار جعلها اللّه تعالى مستقرّاً لمن أطاعه، ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ﴾(البروج: 11). وهي المرحلة النهائيَّة لرحلة الإنسان المؤمن، حيث هي دار القرار، ومبدأ الحياة الأبدية، التي لا زوال عنها، وهي غاية المؤمنين، ولها يعملون إذ لا نعيم يدانيها، بل كلُّ نعيمٍ دونها محقُور، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "وكلُّ نعيمٍ دون الجنَّة محقُور"(1). وهناك آياتٌ كثيرةٌ تتحدث عن خواص الجنة وأصحابها، والنِّعم الموجودة فيها من الحدائق، والأنهار، والعيون، والأطعمة، والأشـربـة الـطـهـورة، والألبسة، والحور العين، والولدان المخلَّدين، والخدم، والإحـتـرام، والإكرام المنقطع النظير من الملائكة، وكذلك المواهب المعنويَّة واللذائذ الروحية. فما هي الجنة، وماذا أعدَّ الله لأهلها، وما سبب ورودها والفوز بها؟ معنى الجنَّة أما المعنى اللغوي: فهي بمعنى البستان، والمكان الَّذي فيه زرع وثمار وأشجار، تواري من سار فيها وتستره، أمَّا في المصطلح الشرعي، فإنَّها الدار التي أعدَّها الله تعالى لثواب المؤمنين في الآخرة. الوصف العام للجنَّة لأنَّ الجنَّة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ولأنَّها كما قال تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾(السجدة: 17). فلذلك فإنَّ الله تعالى لا يصف الجنة بما هو واقعها، وإنَّما يصفها على نحو التقريب فيقول عزَّ وجلَّ: ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾(الرعد: 35). ويقول في آية أخرى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ﴾(محمد: 15). فالله تعالى يضرب لنا المثل فقط لأنَّ الألفاظ التي نتخاطب بها نحن قد وضعت لمعانٍ نعرفها وإذا كانت في الجنة أشياء لم ترها عين ولم تسمعها أذن، ولم تخطر على بال بشر فمن الممكن أن نقول إنَّه لا توجد ألفاظ عندنا تؤدي معنى ما هناك، وبهذا نعرف أنَّ هناك فارقاً بين "مثل الجنَّة" وبين "الجنَّة. وهنا يتجلَّى عجز اللغة عن ألفاظٌ تعبّر عن معنى ما هو موجود في الجنة، فلا أحد فينا يعلم ما هي الأشياء الموجودة بالجنة ما دام أحد منَّا لم يرَ الجنَّة. ودمتم موفقين. ——————————— 1- نهج البلاغة خطب الإمام علي (عليه السلام) ج4، ص93.

2