فلسفة اختيار الأنبياء وبعثهم
هل قتل زكريا عليه السلام بالمنشار بعد مقتل ابنه يحيى عليه السلام؟ وكيف؟
الأخ ابن علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورد عندنا في كتاب سليم بن قيس أن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) بعث برسالة الى معاوية ذكر فيها : (يا معاوية ان نبي الله زكريا نشر بالمنشار ويحيى ذبح وقتله قومه وهو يدعوهم الى الله عز وجل وذلك لهوان الدنيا على الله ). وفي بحار الانوار 14/ 189 قال : (فنهى ملك زمانه عن تزويج بنت أخيه أو بنت زوجته فقتله، فلما سمع أبوه بقتله فر هاربا فدخل بستانا عند بيت المقدس فيه أشجار فأرسل الملك في طلبه، فمر زكريا عليه السلام بشجرة فنادته : هلم إلي يا نبي الله، فلما أتاها انشقت فدخل فيها فانطبقت عليه فبقي في وسطها، فأتى عدو الله إبليس فأخذ هدب ردائه فأخرجه من الشجرة ليصدقوه إذا أخبرهم، ثم لقي الطلب فقال لهم : ما تريدون ؟ فقالوا : نلتمس زكريا، فقال : إنه سحر هذه الشجرة فانشقت له فدخلها، قالوا : لا نصدقك، فأراهم طرف ردائه، فأخذوا الفأس وقطعوا الشجرة وشقوها بالمنشار فمات زكريا عليه السلام فيها، فسلط الله عليهم أخبث أهل الأرض فانتقم به منهم، وقيل : إن السبب في قتله أن إبليس جاء إلى مجالس بني إسرائيل فقذف زكريا بمريم، وقال لهم ما أحبلها غيره، وهو الذي كان يدخل عليها، فطلبوه فهرب، إلى آخر ما مر). ومثل ذلك ورد في كتب المخالفين ففي الدر المنثور 4/264 قال : عن ابن جدعان عن ابن المسيب الرواية ان زكريا حين قتل ابنه انطلق هاربا منهم واتبعوه حتى اتى على شجرة ساق فدعته ليها فانطوت عليه ولقيت من ثوبه هدبة تلعبها الريح فانطلقو الى الشجرة فلم يجدوا اثره عندها فنظروا تلك الهدية فدعوا المنشار فقطعوا الشجرة فقطعوه فيها . وهناك راي اخر ان زكريا عليه السلام مات حتف انفه كما يذكر ذلك صاحب مجمع البيان في الجزء الثالث ص 398 . ابو علي الفضل بن الحسن الطبرسي . ودمتم في رعاية الله