حسين مهنا - الولايات المتحدة
منذ 4 سنوات

 فلسفة اختيار الأنبياء وبعثهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقوم حالياً بإعطاء سلسلة دروس لمجموعة من الإخوة والأخوات في حلقات ليالي الجمعة هنا في نيو جرسي بالولايات المتحدة الأميركية. والسلسلة تتناول حياة الأنبياء (ع), وصولاً إلى أهل البيت (ع) في نهاية السلسلة والمصادر التي أعتمد عليها في تحضير الدروس عن الأنبياء (ع) هي: بحار الأنوار, قصص الأنبياء للرواندي, وقصص الأنبياء للجزائري. في الواقع أن معظم قصص الأنبياء التي سنمر عليها هي جديدة بالنسبة لي أيضاً عوضا عن الأخوة والأخوات وقد لاحظت روايات مختلفة حول حياة بعض الأنبياء في المصادر المذكورة والذي دفعني إلى مرسلتكم هو الإشكال الذي وقعت فيه عند تحضير درس عن حياة النبي إدريس (ع), عندما قرأت روايتين مختلفتين لكيفية موته أو رفعه إلى السماء...بين أن يكون قد رفعه ملك إلى السماء ليلتقي بملك الموت بين السماء الرابعة والخامسة حيث قبض روحه...وبين أن يكون قد صحبه ملك الموت في الدنيا ثم طلب إدريس (ع) منه أن يرفعه إلى السماء ويذيقه الموت, ويورده النار ويدخله الجنة, ثم يحاججه بوحي الله ليبقى في الجنة... فسؤالي حول قصة النبي إدريس (ع), هو أي الروايتين أصح؟ أما سؤالي الثاني فهو عن وصية النبي آدم (ع) لهبة الله شيث (ع) كما وردت في المصادر: بحارالأنوار     452     75    باب 33- نوادر المواعظ والحكم ..... الدرة الباهرة, أوصى آدم ابنه شيث ع بخمسة أشياء وقال له اعمل بها وأوص بها بنيك من بعدك أولها لا تركنوا إلى الدنيا الفانية فإني ركنت إلى الجنة الباقية فما صحب لي وأخرجت منها الثانية لا تعملوا برأي نسائكم فإني عملت بهوى امرأتي وأصابتني الندامة الثالثة إذا عزمتم على أمر فانظروا إلى عواقبه فإني لو نظرت في عاقبة أمري لم يصبني ما أصابني الرابعة إذا نفرت قلوبكم من شي‏ء فاجتنبوه فإني حين دنوت من الشجرة لأتناول منها نفر قلبي فلو كنت امتنعت من الأكل ما أصابني ما أصابني نقل من خط الشهيد قدس الله روحه ينسب إلى محمد بن الحنفية من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا أولاً: قال خمسة أشياء وأوصى بأربعة فقط فأين الخامسة؟ ثانيا: ما مدى صحة الوصية الثانية (لا تعملوا برأي نسائكم)؟ وسؤالي الأخير: هل تنصحني بإعتماد مصادر أخرى موثوقة حول قصص الأنبياء (ع) يمكنني الإعتماد عليه؟


الأخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- لقد صرح صاحب البحار 11/278 بأن رواية التقائه بين السماء الرابعة والخامسة أقوى سنداً, وهي ورواية أخرى من رواية صعوده مع ملك الموت فقال في آخر تلك الرواية: الخبران السابقان أقوى وأصح سنداً كما لا يخفى, فالمعول عليهما وهذا: (ويقصد الرواية المروية عن ابن عباس) أوفق برواية العامة. 2- لابد أن هناك سقط في الرواية, أو أن الوصية كانت بأربعة أشياء وهناك خطأ أو تصحيف في ذكر العدد. ثم أن الرواية لم يذكر لها سنداً فلا يمكن الاعتماد عليها من هذه الجهة, ولكن مضمون الرواية متوافق مع روايات أخرى (كشاوروهن وخالفوهن), أو (خالفوا النساء, فأن في خلافهن البركة). 3- لابد من النظر في أسانيد تلك الأخبار بالإضافة إلى النظر في اعتبار الكتب أو جمع القرائن والشواهد المتعددة للخروج بحصيلة عن ثبوت واقعة أو عدمها. ودمتم في رعاية الله