محمد - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 فلسفة اختيار الأنبياء وبعثهم

السلام عليكم وتقبل الله صالح اعمالكم يصف الفلاسفة والحكماء وغيرهم مسألة الوحي بانها عبارة عن ارتباط نفس النبي ؤبالعقل الفعال عن طريق الاتصال الروحي المعنوي وبالتالي تلقى الحقائق والمعارف من ذلك الموجود النوراني وهم يقولون ان النبي اذا تم استعداده وصفت نفسه يجد في نفسه استعدادا للاتصال بذلك العالم الاعلى فتفاض عليه الحقائق والدقائق من معارف المبدأ والمعاد والكون والحياة والانسان والمجتمع,ويزيدون على ذلك انه ربّ ولّي من الاولياء الذين صفت ضمائرهم وطهرت قلوبهم نالوا المعارف والحقائق من ذاك العالم بالاشراق بعد تصفية الباطن وتهذيب النفس ومن هنا لدي اكثر من سؤال: - اذا كان الوصول الى المعارف ممكنا لكل احد مع توفر بعض الشرائط التي منها تهذيب النفس وتصفية الباطن فلماذا كان ظهورها على يدي النبي معجزة ؟؟؟ كيف والمعجزة لابد فيها من خرق قانون الطبيعة؟؟ - ماهو الدليل الذي يمكن ان يقيمه النبي او الرسول على نبوته ورسالته مع ان كل معارف رسالته وتفاصيلها مأخوذة بحسب الفرض من ذاك العالم الذي يمكن ان يصل اليه كل احد سواء اكان نبيا او غير نبي؟؟؟ اليس في هذا سقوط للاستدلال بالمعجزة؟؟ - اذا اخذنا بكلامهم كله اليس في فتح باب الاخذ من ذلك العالم تغرير بالناس؟؟ لانه من الممكن ان يصل احد الى تلك المعارف والعلوم ثم يخلد الى الارض فينسخل من ايات الله ويدعي انه نبي مرسلا ودليله معارفه الفخمة والحقه التي لم ينلها بتعليم ولا تعلم طبيعي بعد كون الانسلاخ عن ايات الله امرا ممكنا كما قد يقالفي قضية بلعم بن باعورا؟؟؟؟


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- سلمنا بأن المعارف يمكن أن تفاض على بعض الناس ممن صفت نفوسهم وتجردت عن شوائب وتعلقات هذه الدنيا، ولكن المعارف المفاضة ليست بدرجة واحدة, فهي تتفاوت بحسب استعدادات النفوس وطهارتها، فنفوس الأنبياء والأولياء لها استعدادات أكمل وأشد من استعدادات سائر الناس مهما صفت نفوسهم واستقامت ضمائرهم .. ثم إن المعارف المفاضة على النبي (صلى الله عليه وآله) هي من قبيل الوحي، ولا نسلم أن حقيقة الوحي معروفة الكنه، وحتى لو سلمنا فإن أتباع المشاء ذكروا مراتب للوحي تتمثل على شكل واقعيات حسب العوالم من المعارف الكلية في عالم العقل، والملك في عالم الخيال، والكلام في عالم الحس، وهذا ما لا يدعيه أي عارف أو ولي، نعم يمكن أن يكون من مراتبه الدنيا ولا يثبت به شيء من دعوى النبوة . 2- اتضح من خلال النقطة السابقة أن المعارف المفاضة على أولياء الله تعالى متفاوتة درجة ورتبة، فالاستدلال إذن باقٍ لا ساقط. 3- لا يمكن أن يشتبه الأمر بين حال النبي وغيره، ليس فقط في كونه فريداً لا نظير له، بل فيه خرق العادة والناموس.. كعصا موسى (عليه السلام) وطب عيسى (عليه السلام) وقرآن محمد (صلى الله عليه وآله). وهكذا يتبين أن مجرد حصول المعارف عن طريق الإفاضة العرفانية على بعض الخواص والأولياء لا يكون دليلاً على صحة دعواهم النبوة لو ادعوا ذلك على سبيل الفرض، مع إننا نحيله لعدم إمكان إدعاء شيء لا وجود له لمن وصل لمثل هذه المرتبة,فإن تلك المعارف ليست إعجازية حتى وإن ظنها الجاهل كذلك، وهي أيضاً ليست في مقام التحدي ..فضلاً عن كون بعضها مبهمة أو غير واضحة أو خاطئة. 4- أن المعجزة ليست خارقة لقانون الطبيعة فهي خاضعة للسنن الألهية، نعم هي خارقة للعادة . 5- مع ملاحظة أن معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) غير منحصرة بالمعارف المتلقاة بالوحي، بل أن إدعاء الوحي أي الحصول على معلومات من غير الطريق الطبيعي من قبل النبي هو المحوج له لإقامة معاجز خارقة للعادة لإثبات مدعاه . فلاحظ . ودمتم في رعاية الله