logo-img
السیاسات و الشروط
فاطمة محمد ( 16 سنة ) - العراق
منذ 8 أشهر

تفسير آية الوعد في القرآن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول تعالى في سورة سبأ: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٢٩) قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠)﴾ ما تفسير هذه الآية؟ وهل المقصود بها ظهور الإمام (عليه السلام)؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب جاء في تفسير الأمثل للشيخ مكارم الشيرازي، ج١٣، ص(٤٥٣): لقد طرح هذا السؤال من قبل منكري المعاد على الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أو الأنبياء الآخرين مراراً، حيناً لفهم وإدراك هذا المطلب، وأغلب الأحيان للإستهزاء والسخرية من قبيل: أين هذه القيامة التي تؤكدون على ذكرها مراراً وتكراراً، لو كانت حقاً فقولوا متى ستأتي؟ إشارة منهم إلى أن الإنسان الصادق في إخباره يجب أن يعلم بجميع جزئيات الموضوع الذي يخبر عنه. ولكن القرآن الكريم يمتنع دائماً عن الإجابة الصريحة على هذا السؤال وتعيين زمان وقوع البعث، ويؤكد أن هذه الأمور هي من علم الله الخاص به سبحانه وتعالى، وليس لأحد غيره الاطلاع عليها. لذا فقد تكرر في الآية التي بعدها، هذا المعنى بعبارة أخرى، يقول تعالى: ﴿قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون﴾. إن إخفاء تأريخ قيام الساعة حتى على شخص الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) - كما أسلفنا - لأن الله سبحانه وتعالى أراد لعباده نوعاً من حرية العمل مقترنة بحالة من التهيؤ الدائم، لأنه لو كان تأريخ قيام القيامة معلوماً فإن الجميع سيغطون في الغفلة والغرور والجهل حينما يكون بعيداً عنهم، أما حين اقترابه منهم فستكون أعمالهم ذات جنبة اضطرارية، وفي كلتا الحالتين تتحجم الأهداف التربوية للإنسان، لذا بقي تأريخ القيامة مكتوماً، كما هو الحال بالنسبة إلى "ليلة القدر" تلك الليلة التي هي خير من ألف شهر، أو تاريخ قيام المهدي (عليه السلام)، وعبر عن ذلك المعنى بلطف ما ورد في الآية (١٥) من سورة طه إن الساعة لآتية أكاد أخفيها لتجزي كل نفس بما تسعى. هنا يثار سؤال، وهو أن القرآن الكريم في مقام تهديد المخالفين يقول: ﴿لا تستأخرون﴾ ولكن لماذا يقول أيضاً: ﴿لا تستقدمون﴾؟ فما هو تأثير ذلك في هدف القرآن؟ للإجابة يجب الالتفات إلى نكتتين: الأولى: أن ذكر ذينك الاثنين معاً إشارة إلى قطعية ودقة تأريخ أي أمر، تماماً كما تقول: "فلان قطعي الموعد، وليس لديه تقديم أو تأخير". الثانية: أن جمعاً من الكفار المعاندين يلحون على الأنبياء دائماً، بقولهم: لماذا لا تأتي القيامة؟ وبتعبير آخر، كانوا يستعجلون ذلك الأمر سواء كان ذلك من قبيل الاستهزاء أو غير ذلك. والقرآن يقول لهم: لا تستعجلوا فإن تأريخ ذلك اليوم هو عينه الذي قرره الله سبحانه وتعالى.(انتهى). فالغاية من الآية القرآنية هو إخفاء الساعة، كذلك موضوع الإمام المهدي (عجل الله فرجه) فهو مخفي ولا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. ودمتم في رعاية الله وحفظه.

1