logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - السعودية
منذ 7 أشهر

تأثير الطمع في الرحمة على الالتزام الديني

السلام عليكم لدي مشكلة اني طامع برحمة الله فلما افعل الذنوب اقول ان الله رحيم واني احيانا استهين بالمستحبات مثل القرآن او صلاة الليل و الأدعية و الزيارات غير هذا لأني سمعت ان الشيعة لايدخلون النار وأن الشفاعة ستنالني من اهل البيت لماذا اتعب نفسي في العبادات المستحبات اعلم انه مفهوم خاطئ لكني غير قادر على تصحيحه او الأتزان ولا افكر ان الله يعذبني او ممكن ان يعود علي في الدنيا واغلب الوقت اكون طامع في رحمة الله ومتكاسل و اقول ان الله غفور


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي رزقكم الله الفهم الصحيح لمعارف الإسلام والعقيدة الحقة والعمل بهما. يا مؤمن، الضابط للعبد في التدين والالتزام بشريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم هو أن يكون في خط التساوي بين الرجاء والخوف، لا تزيد أحدى الكفتين على الأخرى، فيخرجوا الله رجاءً أنه لو جائه بكثير الذنوب لغفر له وعفى عنه، وكذلك بنفس الوقت يخاف الله خوفاً أنه لو جاءه بعبادة الثقلين الجن والأنس لعذبه الله وأدخله النار. والمؤمن بين الرجاء والخوف، هو المؤمن السوي والعامل بالمنهج الحق الصحيح، ولكن عمله بالرجاء فقط هذا خلاف الأصل والمنهج الحق، وله نتايج سلبية كثيرة حيث تجعل العبد يتجرأ المعاصي ويتعدى الحدود، بل ويتجرأ على الله تعالى حتى يصل فيه الأمر إلى إنكاره سبحانه، ويسري فيه الأمر كذلك إلى التهاون بالواجبات والفرائض والمستحبات وغير ذلك، وهو بمثل ما وقعتم فيه. وعليه، يا مسكين الرجاء والبعيد من الخوف، يلزمكم التنبه إلى هذه التذكيرات التي تنفعكم إذا شاء الله تعالى في قضيتكم وشأنكم، وهي: ١- عليكم بالتأمل والنظر في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، فهم عملوا بالواجبات والمستحبات حتى ورمت أقدامهم، وانحنت ظهورهم، وكان لهم البكاء الكبير والشديد خوفاً من الله تعالى، وحباً له سبحانه، وهم مع ما لهم من مقام عظيم يبكون ويقومون بالعبادة والأعمال الشاقة، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أفلا أكون عبداً شكوراً. فإن كنتم أنتم من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيلزمكم العمل بما عمل والتزم به أهل البيت جميعاً. ٢- لو رجعنا إلى القرآن الكريم سنجد الكثير من الآيات القرآنية تتحدث عن العذاب والعقاب الإلهي، وهما لمن يخالف شرع الله ويرتكب المعاصي، حتى جمعتهما الآية بقولها: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [ الحجر: 49- ٥٠]، ولا يوجد استثناء إلا إذا كان العبد مطيعاً لله تعالى عاملاً بشرعه. ٣- عليكم أن تتعلموا الحب لله تعالى والعشق له، حتى يكون الحب دافعاً لكم نحو كلّ شيء يُحبه ويريده الله تعالى، ولعلّ التعرف على العقيدة الصحيحة هو أحدى الدوافع لمحبة الله تعالى، فمن لا يعرف الله كيف يُحبه ويتوجه إليه. ٤- عليكم بالاطلاع على الأحكام الشرعية، ومعرفة حكم كلّ قضية هي محط ابتلائكم من المسائل الشرعية، ولا تستسهلوا المعصية وتقترفوها وتتعدوا الحدود التي رسمها الله لكم، لأن في كل مخالفة وتعديّ لحدوده، تكون النفس في احتجاب وظلمانية أكثر، حتى تتخالف أخلاقه لما يُحبه الله تعالى، ويجره الشيطان شيئاً فشيئاً إلى البعد عن الله تعالى ويكون في حكومة الشيطان وقريباً من الكفر بمولاه. ٥- عليكم بمعالجة الكسل، وليكن نصب عينيكم التوجه إلى الواجبات والمستحبات حال مجيء وقتها، ولا تميلوا إلى النفس فيما يرد فيها من أفكار، فإن هذه الأفكار هي مواد الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وهما لا يرجى منهما الخير للعبد. ٦- عليكم بالالتفات إلى النورانية واللذة في نفس العبادة والطاعة وما أراده المولى، وكذا تلتفتوا إلى الظلمانية والقسوة والعذاب والألم الداخلي حال وجود المعصية، وحال صدورها، وعند إدراككم لذلك ستجدون الفرق الكبير بين جنة اللذة والروحانية والسرور بالعبادة، وجهنم المعصية والعذاب النفسي والشقاء الروحي بسبب المعصية. ٧- عليكم بمطالعة وقرائة الكلمات التي وردت من روايات أهل البيت عليهم السلام، وكذا مطالعة قصصهم، وقصص العظماء وكيف تفانيهم في الله تعالى وذوبانهم في محبة الله وعشقه. والحمد لله الذي لا معبود سواه.