علي - الكويت
منذ 4 سنوات

 وجود التفاضل بين الأنبياء

ألم تكن عاهة النبي ايوب (ع) ومرضه منفرا حيث ينقل انه بقي وحيدا ولم يبق معه احد الا زوجته !؟ فكيف ابتلاه الله بهذه العاهة مع اننا نرى عصمة الانبياء عن مثل هذه العاهات المنفرة ؟!


الأخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان النبي ايوب (عليه السلام) ابتلي بمرضه سبع سنين او ثمان عشرة سنة على اختلاف الروايات وقد ترك وحيدا ولم يبق معه الا زوجته . لكن لم تصل المسالة الى حد قباحة منظره وتنفر الناس منه، فان هذا يتنافى وشأن الانبياء عليهم السلام . وقد وردت بعض النصوص تنكر ذلك اشد الانكار منها ما رواه العلامة المجلسي في البحار عن الخصال في الجزء 12 ص348: الخصال : القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام قال : إن أيوب ابتلي سبع سنين من غير ذنب، وإن الأنبياء لا يذنبون، لأنهم معصومون مطهرون لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا . وقال (عليه السلام) : إن أيوب من جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة، ولا قبحت له صورة، ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح، ولا استقذره أحد رآه، ولا استوحش منه أحد شاهده، ولا تدود شئ من جسده، وهكذا يصنع الله عز وجل بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه، وإنما أجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره لجهلهم بماله عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرج، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : أعظم الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وإنما ابتلاه الله عز وجل بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلا يدعوا له الربوبية إذا شاهدوا ما أراد الله أن يوصله إليه من عظائم نعمه تعالى متى شاهدوه، وليستدلوا بذلك على أن الثواب من الله تعالى ذكره على ضربين : استحقاق واختصاص، ولئلا يحتقروا ضعيفا لضعفه، ولا فقيرا لفقره، ولا مريضا لمرضه، وليعلموا أنه يسقم من يشاء، ويشفي من يشاء متى شاء كيف شاء بأي سبب شاء، ويجعل ذلك عبرة لمن شاء، وشقاوة لمن شاء، وسعادة لمن شاء، وهو عز وجل في جميع ذلك عدل في قضائه وحكيم في أفعاله، لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم، ولا قوة لهم إلا به . ودمتم في رعاية الله

1