عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "إذا هبتَ أمراً، فَقَعْ فيه؛ فإنّ شدّة توقّيه أعظمُ مما تخافُ منه".
الدعوة إلى زيادة الثقة بالنفس، وترك التردد الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار، واهتزاز الشخصية مما يؤثر في اتخاذ القرار؛ لأنه ينبغي للإنسان أن يحسب النتائج ويتوقع المستقبل لئلا يُفاجأ بشيء لم يستعد له، ثم ينفذ ويعمل لأنه جاء مأموراً مدروساً مخططاً له. ولا بد ألا تثنيه احتمالات الفشل، وتوقعات الخيبة، وعدم النجاح، وتحسبات الندم والملامة؛ فإنّ كثيراً من هذه الحالات تهزم الإنسان من الداخل، ويكون اتكالياً، فلا يتعود الاعتماد على نفسه بل يبقى خاملاً يريد من الآخرين حل مشكلاته والقيام بواجباته وأدواره. وسيتحول هذا السلوك بالتالي إلى إحباط نفسي، فلا يشعر الفرد لنفسه أية قيمة، يمكنه الركون – من خلالها – إلى ما يقرره.
وهذا هو المحذور الذي حذّر منه الإمام (عليه السلام) بقوله: "فإنّ شدةَ توقّيه أعظم مما تخاف منه"؛ لتأثيره السلبي على شخصية الإنسان؛ ولذلك فلا بد من مكافحة السلوك غير السوي، والتصدي له، عبر دراسة الأسباب، ومحاولة التلافي والتصحيح، وعدم الاستسلام لمؤثرات العادة أو غيرها، وإلا فيتحول إلى سلوك ملازم مضر. الإقدام على أولى الخطوات هو أفضل علاج للتردد، أو من حالات السلوك غير السوي. (أخلاق الإمام علي (عليه السلام)، لمحمد صادق السيد محمد رضا الخرسان: ج1/ 67-68).
ونضيف إلى الجواب ملاحظة أخرى: أن قراءة القرآن يعد عاملاً مهماً في تقوية النفس، ومن المجربات في ذلك الإكثار من قراءة سورة التوحيد وختم القرآن نيابة عن أبي الفضل العباس عليه السلام، قال تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" (الإسراء ٨٢).
ولا بأس بمراجعة طبيب نفسي. كما ننصحكِ بغض البصر وعدم التفكير في الرجال، لا دكتوراً ولا غيره، قال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا" (طه ١٢٤).
فالزواج رزق من الله عز وجل، فانشغلي بذكر الله ومرضاته، "وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى" (طه ١٣١).
ودمتم سالمين.